أمجد الشوا لـ"العربي الجديد": أزمة الوقود تتفاقم في غزة
Arab
4 hours ago
share

يمضي الاحتلال الإسرائيلي في حربه المدمّرة على قطاع غزة منذ أكثر من 21 شهراً، الأمر الذي يفاقم الأزمات التي تخنق الفلسطينيين المحاصرين، وسط تدهور هائل في الأوضاع الإنسانية. ولعلّ أزمة الوقود من أبرزها، فيؤكد المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في القطاع، أمجد الشوا، أنّها "تفاقمت بصورة كبيرة في قطاع غزة"، شارحاً أنّ ذلك يأتي في ظلّ منع الاحتلال الإسرائيلي من إدخال كميات كافية من الوقود منذ شدّد حصاره على القطاع في الثاني من مارس/آذار الماضي.

ويبيّن الشوا في حديث إلى "العربي الجديد"، اليوم الاثنين، أنّ إجماليّ ما سمح الاحتلال الإسرائيلي بإدخاله إلى قطاع غزة لا يتجاوز 185 ألف لتر من الوقود، وهي كمية أقلّ بكثير من الحاجة الفعلية التي تُقدَّر بنحو 285 ألف لتر يومياً من أجل تشغيل ما تبقّى من المنظومات المتعلقة بالشؤون الإنسانية في القطاع. ويوضح أنّ كمية الوقود المحدودة أثّرت بصورة مباشرة على عمل المستشفيات وقطاع جمع النفايات وقطاع التغذية ومركبات الإسعاف والدفاع المدني وشبكات الصرف الصحي والبلديات، مشيراً إلى تقنين كبير جداً في استهلاك الوقود، الأمر الذي يؤثّر بصورة خطرة على الخدمات الأساسية ويفاقم أوضاع المرضى.

يضيف المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في قطاع غزة أنّ أزمة الوقود أدّت كذلك إلى تراجع كميات المياه المتوفّرة وجودتها، في ظلّ تدمير الاحتلال نحو 85% من منظومة المياه في القطاع، ما اضطرّ المواطنين إلى اللجوء إلى مصادر مياه غير مأمونة أو تقليل استهلاكهم اليومي، لينعكس ذلك سلباً على الواقع الصحي بصورة كبيرة.

وفي ما يتعلّق بالمساعدات الإنسانية، يقول الشوا إنّ ما دخل إلى قطاع غزة في الأسبوع الماضي قليل جداً مقارنة بالاحتياجات، موضحاً أنّ الاحتلال لم يسمح إلا بإدخال 30 شاحنة فقط توزّعت على أيام عدّة، مع العلم أنّها تعرّضت بمعظمها لعمليات استيلاء من قبل الجموع التي تنتظر المساعدات، ما حال دون توزيعها بطريقة منظمة وآمنة. ويشدّد الشوا على أنّ قطاع غزة في حاجة ماسة إلى تدفّق كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية بطريقة تضمن سلامة المواطنين وكرامتهم، وتمنع الفوضى أثناء التوزيع، خصوصاً في ظلّ تفاقم حالة الجوع وسوء التغذية بصورة خطرة بين الأطفال.

من جهة أخرى، يلفت الشوا إلى أنّه لا توجد بوادر ملموسة حتى الآن في ما يتعلّق بتنفيذ اتفاق الاتحاد الأوروبي مع سلطات الاحتلال بشأن زيادة كميات المساعدات الإنسانية، مبيّناً أنّ ما دخل أخيراً اقتصر على شاحنات محدودة تحمل حليب أطفال عبر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

ويحذّر المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في قطاع غزة من تبعات عدم الإسراع في إدخال كميات كافية من الوقود والمواد الغذائية والطبية ومستلزمات المياه والصرف الصحي، لإنقاذ حياة سكان القطاع والحؤول دون مزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية، في ظلّ استمرار حرب الإبادة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وسبق أن حذّرت مستشفيات عدّة، ما زالت تقدّم خدماتها في قطاع غزة وسط انهيار المنظومة الصحية، من احتمال توقّفها في أيّ لحظة، من جرّاء النقص الكبير في الوقود، واتّباع الاحتلال الإسرائيلي سياسة التنقيط في عملية إدخاله إلى القطاع، وعدم توفّر مصادر طاقة بديلة أو مستدامة. وفي عدوانه على قطاع غزة، يفرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً مشدّداً على الفلسطينيين فيه، من خلال إغلاق كلّ المعابر وقطع التيار الكهربائي عنهم، ومنع إدخال الوقود لمصلحة محطة توليد الكهرباء الوحيدة، مع الإشارة إلى الضرر الكبير الذي لحق بشبكة توزيع التيار الكهربائي واستهداف نقاط الخلايا الشمسية.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows