
توالت ردود الفعل الدولية والإقليمية إزاء التصعيد العسكري الخطير في محافظة السويداء، جنوبي سورية، حيث عبّرت جهات دبلوماسية غربية وأممية عن قلقها البالغ من ارتفاع وتيرة العنف وسقوط ضحايا بين المدنيين، مطالِبة بضبط النفس ووقف المواجهات فوراً، فيما شددت دمشق على المضي في بسط "سيطرة الدولة" ونزع سلاح الفصائل، وسط رفض لبناني رسمي لفكرة توفير حماية دولية للمحافظة.
وتأتي هذه المواقف في وقت ارتفعت فيه حصيلة الاشتباكات إلى نحو 50 قتيلاً وأكثر من 200 جريح من مختلف الأطراف، بينهم عناصر من الجيش السوري وفصائل محلية درزية ومسلحون من عشائر البدو، في واحدة من أعنف موجات العنف التي تشهدها المحافظة بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي.
وفي بيان لها اليوم الاثنين، قالت السفارة الألمانية في دمشق إنها "قلقة من تصاعد دائرة العنف في السويداء"، داعية جميع الأطراف إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومنع إشعال المواجهات"، مشددة على ضرورة "حماية المدنيين في جميع الأوقات"، وعلى أهمية "بذل جهود نحو المصالحة الوطنية".
في السياق، أعربت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية، عن قلقها "إزاء التقارير الواردة عن أعمال عنف واختطاف في السويداء، التي أسفرت عن سقوط ضحايا"، وحثّت الحكومة السورية في بيانٍ لها على "اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين واستعادة الهدوء ومنع التحريض"، مؤكدة "ضرورة المضي قدماً في عملية انتقال سياسي موثوق وشامل في سورية".
بدوره، قال آدم عبد المولى، المنسق المقيم للأمم المتحدة في سورية، إنه يتابع "بقلق بالغ التطورات الخطيرة في السويداء"، داعياً إلى "التهدئة وحماية أمن المدنيين وسلامتهم في جميع الأحوال"، ومضيفاً أن "السوريين يحتاجون بشدة إلى الاستقرار والسلام والوحدة من أجل التعافي وإعادة البناء".
من جانبه، رفض رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني السابق وليد جنبلاط، في تصريحات لصحيفة النهار اللبنانية، الدعوات المطالبة بـ"توفير الحماية الدولية للسويداء من أي جهة أتت"، ودعا إلى "التوصل إلى حل سلمي برعاية الدولة السورية يضمن الاستقرار والأمن والسلم"، مشدداً على أن "مسؤولية الأمن والحماية تقع حصراً على عاتق الدولة السورية"، كاشفاً عن "اتصالات يجريها مع المعنيين سعياً للتوصل إلى وقف الاشتباكات".
في المقابل، قالت وزارة الدفاع السورية، في بيان لها عصر اليوم الاثنين، إن "التدخل لفض النزاع في السويداء جاء لحماية المدنيين وإيقاف الاشتباكات بعد 48 ساعة دامية"، وأكدت أنه "لا تراجع عن سحب السلاح من المجموعات الخارجة عن القانون، وبسط الأمن وسيطرة الدولة بالسويداء". وأعربت الوزارة عن ترحيبها بـ"أي مبادرة تهدف إلى ترسيخ السلم الأهلي وحقن الدماء في السويداء".

Related News



