اتخذ ناديا ميلان وإنتر خطوات حاسمة لمنع عودة جماهير الألتراس إلى مدرجات ملعبيهما، خلال الموسم الكروي الجديد 2025-2026، وذلك عقب سلسلة من التحقيقات، التي كشفت عن تورط روابط المشجعين في جرائم قتل وابتزاز وعنف منظم، وبالتعاون مع الشرطة الإيطالية والنيابة العامة، كثّف الناديان إجراءات التحقق من طلبات شراء وتجديد الاشتراكات الموسمية لبعض فئات المشجعين، بهدف القضاء على أي نفوذ للعناصر المتطرفة داخل الملاعب.

ووفقاً للتفاصيل التي نشرتها صحيفة كوريري ديلا سيرا، أمس السبت، فقد رفض ناديا ميلان والإنتر مئات طلبات تجديد الاشتراك الموسمي، معظمها تقدمت بها جماهير منتمية إلى "كورفا نورد" و"كورفا سود"، وهما المدرجان التقليديان للناديين، وتعود هذه القرارات إلى سوابق سلوكية وأحكام قانونية صدرت بحق هؤلاء المشجعين، بينهم من خضع للعقوبات أو تلقى تحذيرات إدارية، بسبب مشاركته في أحداث عنف، وشملت الحملة أيضاً مشجعين وردت أسماؤهم في تحقيق "الكورفا المزدوجة"، الذي كشف عن شبكات إجرامية مرتبطة بالألتراس، وقد أسفر التحقيق عن سلسلة من الاعتقالات وأحكام بالسجن وصلت إلى عشر سنوات بحق بعض القادة.

وتهدف هذه الخطوة إلى قطع الطريق نهائياً أمام أي محاولة لإحياء المنظومة الإجرامية، التي سيطرت لسنوات على مدرجات إنتر وميلان، ولهذا أعلن الناديان، بعد موجة الاعتقالات، إلغاء الرمزية التاريخية لمجموعتي "كورفا نورد"، كما يُطلق على جمهور فريق النيراتزوري، و"كورفا سود" الخاصة بمشجعي فريق الروسونيري، ومنع رفع اللافتات الخاصة بهما داخل ملعب سان سيرو (جوزيبي مياتزا)، كما قررا بشكل مشترك توسيع قائمة غير المرغوب فيهم، وهي لائحة تضم أسماء جماهير محظورة من الدخول إلى الملعب، وقد تشهد توسعاً إضافياً خلال الأسابيع المقبلة.

ومن المنتظر أن تُطبق خلال الموسم الجديد أنظمة رقابة أكثر صرامة داخل ملعب سان سيرو، تشمل تركيب كاميرات مراقبة متطورة عند بوابات الدخول وتفعيل خاصية التعرف على الوجوه، كما سيتحول نظام الاشتراكات الموسمية إلى صيغة غير قابلة للتحويل، بعد أن كان بعض المشجعين يشاركون اشتراكاتهم مع آخرين، ما كان يتيح دخول شخصين مختلفين باستخدام اشتراك واحد خلال الموسم، كما طُبّقت رسوم إضافية على التنازل عن التذاكر في بعض أقسام الملعب.

وتأتي هذه الإجراءات استناداً إلى ما كشفه تحقيق النيابة العامة، إلى جانب شهادة القائد السابق لألتراس إنتر، أندريا بيريتا، الذي تحوّل إلى شاهد رئيسي بعد اعترافه بضلوعه في مقتل الزعيم السابق للمجموعة، فيتوريو بويوكي، وقد تبيّن أن روابط الألتراس استخدمت نحو 200 اشتراك موسمي مزيف، تُباع في كل مباراة مقابل مبالغ إضافية، أو تُستخدم لإدخال مشجعين بأسماء وهمية، وأحياناً بمساعدة موظفين داخل الملعب، ونتيجة لذلك، أصبحت جميع الاشتراكات الموسمية في المدرجات غير قابلة للتنازل بشكل نهائي.