رئيس الوزراء الأسترالي في الصين: تقارب محسوب وتوجس قائم
Arab
19 hours ago
share

سعى رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية وتثبيت مسار التقارب، من خلال زيارة رسمية إلى الصين يرافقه فيها وفد اقتصادي رفيع. وتأتي هذه الزيارة في ظل تحسن نسبي يشهده مسار العلاقات بين بكين وكانبيرا، بعد سنوات من التوترات التي أثرت على التعاون التجاري بين البلدين.

في السياق، بدأ رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، اليوم السبت، زيارة إلى الصين تهدف إلى تعميق العلاقات التجارية التي شهدت استقرارًا نسبيًا في الآونة الأخيرة، رغم استمرار التوترات بين البلدين. على مدى العقد الماضي، شهدت العلاقة بين كانبيرا وبكين توترات بسبب العديد من القضايا، من بينها الأمن القومي واختلاف المصالح في منطقة المحيط الهادئ الكبرى، وفقًا لـ"فرانس برس".

ورغم ذلك، بدأ الوضع يشهد تحسنًا منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، بعدما رفعت الصين الحظر المفروض على استيراد الكركند الأسترالي، في خطوة أنهت آخر مظاهر الحرب التجارية التي اندلعت في عام 2017، حين وصلت العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوياتها. ووصل رئيس الحكومة العمالية إلى شنغهاي يرافقه وفد من رؤساء الشركات الذين سيشاركون في اجتماع في بكين، وأشاد بـ"الترحيب الحار جدًا" في تصريحات موجزة أدلى بها للصحافيين بعيد وصوله. ويزور ألبانيزي بكين وتشنغدو خلال الرحلة التي تستمر حتى الجمعة.

وأوضح ألبانيزي، الذي يقوم بزيارته الثانية للصين بصفته رئيسا للوزراء، أن كل الملفات ستكون مطروحة للنقاش مع المسؤولين الصينيين، بمن فيهم الرئيس شي جين بينغ. وقال لصحافيين: "نتعاون حيثما أمكن ونختلف حيث يجب، ونستطيع إجراء محادثات صريحة حول هذه الخلافات".

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الصينية أن العلاقات الثنائية "تواصل التحسن والنمو". وتأتي هذه الزيارة في وقت يعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترتيب موازين التجارة العالمية عبر فرض رسوم جمركية هائلة، ما أثار حالة من عدم اليقين بين حلفائه الذين قد يسعون إلى تنويع شراكاتهم. ولفتت هونغ لي ثو، نائبة مدير شؤون آسيا في مجموعة الأزمات الدولية، إلى أن هذه الزيارة لن تكون سهلة، وخصوصًا أنه يتعين على أستراليا أن تُدير تحالفها مع أميركا بقيادة ترامب بعناية، والخلافات الناشئة حول التجارة.

ورغم بوادر التقارب، لا تزال أستراليا حذرة. فقد أعلنت في شباط/فبراير حظر استخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك" على الأجهزة الحكومية، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بأمن البيانات. وانتقدت بكين هذه الخطوة ووصفتها بأنها "تسييس للقضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية. ويُشكّل ميناء داروين الأسترالي، الذي تديره حاليًا شركة صينية، نقطة خلاف أخرى تسعى الحكومة الأسترالية إلى حلها عبر استعادة السيطرة عليه. ومع ذلك، لا تزال الصين الشريك التجاري الأكبر لأستراليا، بحيث تمثل نحو ثلث التبادل التجاري بين البلدين.

رغم الأجواء الإيجابية التي ترافق زيارة ألبانيزي، تبقى العلاقات الأسترالية–الصينية رهينة معادلات جيوسياسية معقدة، تبدأ من الاقتصاد ولا تنتهي عند ملفات الأمن والتحالفات الاستراتيجية. وفي حين تسعى أستراليا لتثبيت توازن دقيق بين علاقاتها مع واشنطن وبكين، يبدو أن طريق التقارب لا يزال محفوفًا بالتحديات.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows