
تشهد عدة محافظات عراقية موجة حر شديدة لامست الـ 50 درجة مئوية، في بعض مناطق البلاد ما دفع إدارات محافظات إلى تقليص ساعات الدوام الرسمي، فيما يطالب موظفون بمحافظات أخرى بالإجراء ذاته تجنباً لما قد يتعرضون له من ضربة الشمس، وسط تحذيرات من التعرض المباشر لأشعتها.
ووفقاً لبيان أصدرته هيئة الأنواء والأرصاد الجوية العراقية، اليوم السبت، فإن "درجات الحرارة العظمى ليوم غدٍ الأحد، ستكون 48 درجة في بغداد وكربلاء وكركوك وصلاح الدين ونينوى وبابل والديوانية والنجف وديالى، وستكون 46 درجة في أربيل والسليمانية 42، أما في ميسان وذي قار والبصرة فستكون 50 درجة مئوية".
وكانت إدارة محافظة ذي قار، قد أعلنت في وقت سابق، تقليص الدوام الرسمي في الدوائر والمؤسسات الحكومية لساعة واحدة، بدءاً من غد الأحد حتى الأول من الشهر المقبل، بسبب الارتفاع الحاد في درجات الحرارة، مؤكدة في بيان، أن "القرار يأتي حرصاً على سلامة الموظفين وتخفيفاً للآثار الصحية الناتجة عن موجات الحر التي تشهدها المحافظة خلال فصل الصيف". وشددت على جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية في ذي قار "الالتزام بساعات الدوام الجديدة خلال فترة سريان القرار". وقد سبقتها محافظة البصرة باتخاذ قرار مماثل بسبب الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة.
ووسط أجواء الحرارة اللاهبة، دعا عضو نقابة المهندسين في محافظة ميسان، علي الساعدي، الجهات المسؤولة إلى تقليص ساعات الدوام أو تغيير أوقاته، حفاظاً على صحة الموظفين والعاملين في المؤسسات والمشاريع الحكومية والأهلية، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أنه "يجب أن تكون هناك مراعاة للعاملين والموظفين خصوصاً في المشاريع غير المشيدة التي يواجهون فيها أشعة الشمس بشكل مباشر". وشدد أن "درجات الحرارة خطيرة، وأن جميع العاملين والموظفين عرضة للإصابة بضربة الشمس"، مؤكداً "ضرورة الاهتمام بهذا الجانب الصحي والإنساني".
دعوات لتحجيم الحركة أوقات الظهيرة
من جهتها، حذرت الطبيبة آلاء الجميلي، من حالات الإغماء نتيجة التعرض المباشر لأشعة الشمس، مؤكدة لـ"العربي الجديد"، أن "التعرض المباشر للأشعة يؤدي إلى إجهاد حراري وحالات إغماء ومضاعفات أخرى". وشددت على ضرورة أن يعي الجميع خطورة ذلك "وأن يتوقَّوا التعرض المباشر للأشعة قدر المستطاع خصوصاً في أوقات الظهيرة، وأن يرتدوا الملابس بألوان فاتحة، وأن يضعوا غطاء على الرأس"، مؤكدة "ضرورة الإكثار من شرب الماء وتعويض السوائل التي يفقدها الجسم".
ويفاقم من ارتفاع درجة الحرارة الزحام الخانق في شوارع بغداد والمحافظات الأخرى، فضلاً عن محطات الكهرباء والمصانع المنتشرة داخل المدن السكنية، والتي تضيف عبئاً آخر على صحة المواطنين نتيجة التلوث الناتج عنها.
وكثيراً ما يرافق ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف في العراق، تقليل ساعات تجهيز الكهرباء، وتراجع كبير في توفير المياه الصالحة للاستهلاك البشري، وهو ما يفاقم من معاناة المواطنين، ويدفعهم سنوياً إلى الخروج بتظاهرات واحتجاجات شعبية تطالب بتوفير الخدمات.

Related News
