
أشارت تقارير إعلامية إلى أن وزارة الدفاع الأميركية تطالب اليابان وأستراليا بتوضيح موقفهما بحال اندلاع مواجهة عسكرية مع الصين حول تايوان، ويأتي ذلك فيما بدأ الجيش التايواني بنشر أحد أحدث أسلحته الهجومية وأكثرها دقة في إطار التدريبات العسكرية التي يجريها، اليوم السبت، قبل إجراء تدريبات بالذخيرة الحية، حيث شوهدت شاحنتان مدرعتان مزودتان بأنظمة "هيمارس" المتطورة وهما تناوران حول مدينة تايتشونغ، قرب ساحل تايوان الأوسط.
وقالت صحيفة فاينانشال تايمز، السبت، إن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تحث اليابان وأستراليا على توضيح الدور الذي ستلعبانه إذا دخلت الولايات المتحدة والصين في حرب بشأن تايوان. وقالت الصحيفة في تقريرها، نقلاً عن مصادر مطلعة على المناقشات، إن إلبريدج كولبي، وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسات، كان يدفع بهذه المسألة خلال محادثات جرت في الآونة الأخيرة مع مسؤولي الدفاع في كلا البلدين.
مناورات هان كوانغ في تايوان
وودخلت المناورات العسكرية السنوية هان كوانغ، الأكثر شمولاً التي تجريها تايوان، يومها الرابع من أصل 10 أيام ومن المتوقع إجراء الجزء الخاص بالذخيرة الحية الأسبوع المقبل. وقال الكولونيل تشين ليان جيا، وهو متحدث عسكري، إنه في زمن الحرب سيكون من الضروري إخفاء نظام "هيمارس" عن الاستطلاع الجوي للعدو أو الأقمار الصناعية "أو حتى عن عملاء العدو خلف خطوطنا" إلى أن يتم إعطاء الأمر بإطلاق النار. ويقول مسؤولون إن تايوان تهدف من وراء هذه التدريبات إلى أن تُظهر للصين والمجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، المورد الرئيسي للأسلحة لتايوان، أنها مصممة على الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم أو غزو صيني.
كما أجرت القوات المسلحة التايوانية، السبت، محاكاة للدفاع ضد عملية توغل صينية عبر نهر تامسوي، في نيو تايبيه، وشملت تدريبات عملية باستخدام الذخائر المتفجرة الحية كجزء من التدريبات السنوية هان كوانغ. وخلال التدريبات، أقامت مجموعة المهندسين رقم 53، التابعة للجيش، عوائق على النهر وفجرت متفجرات سي4، شديدة الانفجار، ما أدى إلى إرسال موجات من الصدمة على طول ضفة النهر في منطقة تامسوي، بحسب وكالة الأنباء المركزية التايوانية (سي.إن.إيه).
ويُشار إلى أنه في السنوات الأخيرة، أصبح الدفاع عن نهر تامسوي محوراً رئيسياً لجيش تايوان في منطقة تايبيه الكبرى. وقال الجيش التايواني إنه لمنع السفن والمركبات الصينية من التقدم باتجاه المنبع من مصب النهر والهبوط في مناطق، مثل وانهوا وداتشي، حيث يسهل الهجوم في قلب العاصمة، استخدمت القوات المسلحة في السنوات الأخيرة تدريبات هان كوانغ لإقامة حصار على طول نهر تامسوي.
وكانت تايوان قد أطلقت أكبر مناوراتها العسكرية السنوية هان كوانغ، يوم الأربعاء الماضي، لاختبار قدراتها الدفاعية ضد "غزو صيني محتمل"، حيث تضمنت تدريبات الصمود في المناطق الحضرية لأول مرة لتقييم الجاهزية. وتنظر الصين إلى تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي، على أنها تابعة لها. وكثفت بكين ضغوطها العسكرية حول الجزيرة على مدى السنوات الخمس الماضية، إذ نظمت سلسلة من المناورات الحربية المكثفة ودوريات يومية للقوات البحرية والجوية حول الجزيرة. وترفض تايوان مطالبات الصين بالسيادة عليها، ويقول الرئيس لاي تشينغ ته إن شعب الجزيرة هو الوحيد الذي يمكنه تقرير مستقبله.
وذكر وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أنه يقع على بلاده والولايات المتحدة مسؤولية التوصل لسبيل ملائم للتعايش السلمي، وأدلى وانغ بهذه التصريحات، أمس الجمعة، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في العاصمة الماليزية كوالالمبور، على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وأعرب وانغ عن أمله في أن ينظر الجانب الأميركي إلى الصين من منظور موضوعي وعقلاني وبراغماتي، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
كما استعرض وزير الخارجية الصيني بشكل شامل المواقف المبدئية للصين بشأن تطوير العلاقات الصينية الأميركية، مؤكداً أنه يتعين على الجانبين ترجمة التوافق المهم، الذي توصل إليه رئيسا الدولتين، إلى سياسات وإجراءات محددة. وفي إطار إشارته إلى أن السياسة الأميركية تجاه الصين ينبغي أن تستند إلى هدف التعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، قال وانغ إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تعامل الصين بطريقة تتسم بالمساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة. ويُشار إلى أن هناك خلافات بين الولايات المتحدة والصين بشان قضايا عدة، من بينها الرسوم الجمركية وتايوان والمنافسة على النفوذ في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وفي المجال التكنولوجي.
(رويترز، أسوشييتد برس)

Related News


