
تبدو الأمور هادئة جداً على طول الخط الأزرق الفاصل بين لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما لاحظه "العربي الجديد" في زيارة للمنطقة في الآونة الأخيرة. أكثر من هذا، يشهد منذ اتفاقية وقف إطلاق النار، حركة نشطة من مزارعين إسرائيليين، لديهم كروم في المكان، ويمرون تماماً على الخط "المؤقت" الذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000. أما جنود الاحتلال الإسرائيلي فخُفض عددهم لأقل بكثير، كان بعضهم قرب المطلة وتظهر عليهم راحة كبيرة، مقارنة بحالة التأهب في ذروة الحرب مع حزب الله. وقبل أيام قليلة، راقب الجنود وبعض سكان المطلة العائدين، ما حدث على الجانب الآخر، من مسيرة للبنانيين في بلدة كفركلا المدمّرة، في ذكرى عاشوراء.
وفيما ذكر مصدر مطّلع لـ"العربي الجديد"، أن "لا شيء تغيّر على المزارعين وحركتهم مقارنة بما كان قبل الحرب، كما أن قوة الأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل)، تواصل دورياتها في المنطقة"، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الجمعة، أن جيش الاحتلال يوصي الحكومة بعدم تمديد التفويض للقوة الأممية، وبدلاً من ذلك تحويل الأموال إلى الجيش اللبناني.
وتمدد الأمم المتحدة في كل عام ولاية القوة، بناء على طلب الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية، إلا أن الجيش الإسرائيلي، وفقاً للصحيفة العبرية، يوصي الحكومة بإلغاء قوة يونيفيل، بادّعاء أن "مساهمتها في الجانب الأمني على الحدود تتراوح بين الصفر والضرر (أي لا مساهمة لها، بل تتسبب احياناً بضرر لإسرائيل)"، وأن "جنودها يهتمون بالأساس بأمنهم الشخصي. وبدلاً من التبرع بمئات ملايين الدولارات ليونيفيل، يقول قادة الجيش الإسرائيلي لنظرائهم الأميركيين، تبرعوا بهذه الأموال للجيش اللبناني".
وفي السياق أفادت صحيفة هآرتس العبرية، في يونيو/حزيران المنصرم، نقلاً عن مصدر إسرائيلي، أن إسرائيل تدرس إنهاء عمل قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل)، ومن المتوقع إجراء مناقشة الموضوع قريباً في اسرائيل، وكذلك بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن لم يُتخذ قرار نهائي بعد. وفي الشهر ذاته، ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم، أن إسرائيل والولايات المتحدة قررتا إنهاء عمل القوة، لكن البيت الأبيض نفى التقرير في حينه. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لصحيفة هآرتس، إن التقرير غير دقيق، بينما قال مصدر رسمي في إدارة دونالد ترامب إن الولايات المتحدة "تدرس إمكانية عدم تجديد ولاية يونيفيل، لكن لا شيء نهائياً حتى الآن".
ويتحدث جيش الاحتلال، وفق "يديعوت أحرونوت" اليوم الجمعة، بإيجابية عن الوضع الجديد على الحدود اللبنانية. وإذا لم يخطئ في تقديراته بحسب الصحيفة، "فنحن في نقطة لم نشهد مثلها منذ قيام الدولة. لبنان تغيّر، وسورية أيضاً تغيرت. والتحدي هو الحفاظ على هذا الوضع وتعزيزه". ودار جدل في قيادة الجيش الإسرائيلي، عشية العدوان على إيران، إن كان حزب الله "سيهب بما تبقى منه، لمساعدة إيران أم سيبقى صامتاً"، لكنه في نهاية الأمر لم يتحرك.
ووفق التقرير العبري، فإن "الحسم كمصطلح عسكري، هو حالة لا يستطيع فيها العدو القتال ولا يريد القتال. في غزة، حماس لا تستطيع القتال كجيش نظامي، لكنها تريد القتال، وتهاجم الجيش الإسرائيلي بحرب عصابات. أما حزب الله، في هذه اللحظة، فلا يستطيع ولا يريد".
تنسيق مع إسرائيل من داخل لبنان
وأشار تقرير الصحيفة العبرية إلى تنسيق أميركي من داخل لبنان مع الجيش الإسرائيلي، قبل أي هجوم في لبنان، كما زعم أن الحكومة اللبنانية بحاجة إلى دعم من الولايات المتحدة وإسرائيل وجهات أخرى لاستعادة السيادة اللبنانية من حزب الله. وزعم التقرير العبري، أن "الرئيس اللبناني الجديد، جوزاف عون، ورئيس الوزراء الجديد، نواف سلام، يسعيان إلى استعادة سيادة الدولة. وعلى الرغم من أن ذلك قد يبدو غريباً، إلا أنهما لا يستطيعان تحقيق ذلك إلا بمساعدة جهات خارجية، أميركية، وأوروبية، وإسرائيلية".
وبحسب الصحيفة فإن "الحكومة اللبنانية ترغب نزع سلاح حزب الله، لكنها تفضل الاعتماد على آلية تنفيذ مشتركة مع القيادة المركزية الأميركية، فيما يريد الجيش اللبناني تنفيذ المهمة، لكنه غير قادر على التحرك بمفرده. ولهذا السبب، يوجد جنرال أميركي في بيروت يتحدث مرتين يومياً مع قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، وكل شيء يتم بالتنسيق. فعندما دخلت قوة من الجيش الإسرائيلي إلى لبنان هذا الأسبوع، وهاجمت مستودع صواريخ تابع لحزب الله في منطقة جبل البوفور (حيث لم تؤدِ الغارات الجوية إلى تدمير المبنى بالكامل)، كانت هذه العملية جزءاً من خطة شاملة".

Related News
