أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، أن روسيا حثت على استمرار نظام وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بلا انقطاع. وقال في مؤتمر صحافي في ختام مشاركته بمنتدى "آسيان" في العاصمة الماليزية كوالالمبور: "حثثنا على استمرار الهدنة المعلنة بلا انقطاع"، محجماً في الوقت نفسه عن التعليق على تصريح نظيره الأميركي ماركو روبيو، حول "الخطة الجديدة" بشأن أوكرانيا.

وشدد لافروف بشأن إيران، على أن روسيا دعت أيضاً إلى السعي لتدارك الوضع، رغم الضرر اللاحق بمعاهدة منع انتشار السلاح النووي، والضمانات التي تمنحها الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمواقع الخاضعة لرقابتها، وإعادته إلى المجرى السياسي وحل جميع المشكلات عبر المفاوضات حصراً. وأضاف: "هذا بالمناسبة مهم للغاية حتى لا تتكرر مثل هذه الأعمال المهملة حيال الوثائق الأساسية التي من شأنها السماح بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، بلا محاولات وإغراءات لامتلاك السلاح النووي وتكنولوجيا إنتاجه".

وفي الملف الفلسطيني، حذر من أن خطط إقامة "إمارات فلسطينية متحدة" وغيرها من الأفكار المماثلة تفاقم المخاطر على آفاق إقامة دولة فلسطينية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة. ولفت إلى أن إسرائيل تواصل في الضفة الغربية السياسة العدوانية لإقامة مستوطنات جديدة بوتيرة قياسية، مستطرداً: "قريباً لن يبقى هناك شيء من الأراضي التي تعمل بها السلطة الوطنية الفلسطينية".

لا تعليق على "الخطة الجديدة" بشأن أوكرانيا

أوكرانياً، أحجم لافروف عن التعليق على تصريح روبيو، حول "الخطة الجديدة" بشأن أوكرانيا في ختام لقائهما على هامش منتدى "آسيان"، قائلاً: "أود أن أرد عليكم بكلمات (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب، وانتظروا مفاجآت كبيرة كما قال. ليس لي علم بمفاجآت كبيرة، ولكنكم تدركون أن هناك أموراً لا مجال للتعليق عليها". ومع ذلك، أكد ثبات موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أوكرانيا، مضيفاً: "نعم، ناقشنا أوكرانيا، وأكدنا الموقف الذي أدلى به بوتين، بما في ذلك مرة أخرى يوم 3 يوليو/ تموز أثناء الاتصال مع الرئيس ترامب".

وكان لافروف قد عقد لقاءً مع روبيو، أمس الخميس، هو الثاني بينهما بعد اجتماعهما في الرياض في فبراير/ شباط الماضي، بالإضافة إلى عدة اتصالات هاتفية أجراها الوزيران، وقد أسفر اللقاء عن التأكيد على البحث عن تسويات سلمية للنزاعات، والتشديد على أهمية مواصلة العمل على تنظيم عمل البعثات الدبلوماسية، بلا مخرجات محددة بشأن التسوية المحتملة في أوكرانيا.

وبعد تعثّر مسار مفاوضات إسطنبول للتسوية في أوكرانيا، جددت روسيا خلال الأيام والأسابيع الماضية، مراراً تمسّكها بتحقيق أهدافها، ومواصلة العمليات العسكرية في الشرق الأوكراني، إذ أكد بوتين في اتصال هاتفي مع ترامب، يوم الخميس من الأسبوع الماضي، مواصلة موسكو "تحقيق أهدافها، أي إزالة الأسباب الجذرية المعروفة للنزاع، التي أفضت إلى الوضع الراهن للأمور" في أوكرانيا، مشدداً على أن "روسيا لن تتراجع عن هذه الأهداف". وفي وقت صعّد فيه ترامب من حدة لهجته حيال روسيا بعد الاتصال، تجنب الكرملين الانجرار إلى التلاسن مع الإدارة الأميركية الجديدة، إذ أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن روسيا تتعامل "بهدوء" مع تشديد ترامب لهجته.