الرشــــــــــــــــاد بـــــــــــــــــــــرس ــــــــــــــ عربــــــيه
قدم الكيان الإسرائيلي، مساء امس ، خريطة جديدة تتضمن انسحابًا أوسع لقواتها من قطاع غزة، وذلك في أعقاب محادثات سرية جرت في البيت الأبيض بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر، بحسب ما كشفه موقع “أكسيوس” الأمريكي.
تأتي هذه الخطوة بعد رفض قاطع من واشنطن والدوحة للنسخة الإسرائيلية السابقة من خطة إعادة الانتشار، والتي اعتُبرت غير قابلة للتنفيذ ومجحفة، خاصة وأنها كانت تنص على بقاء الاحتلال الإسرائيلي في مناطق واسعة من القطاع، وهو ما يتعارض مع المبادئ الأساسية للهدنة المقترحة.
ضغط أمريكي مباشر
خلال الاجتماع الذي عُقد مساء الثلاثاء في البيت الأبيض، أوضح مبعوث الإدارة الأمريكية ستيف ويتكوف، برفقة مسؤول قطري رفيع، للمستشار الأعلى لرئيس الوزراء الإسرائيلي، رون ديرمر، أن الخريطة السابقة التي طرحتها إسرائيل – والتي تشبه خطة وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش – مرفوضة تمامًا من قبل الإدارة الأمريكية، كونها تمثل استمرارًا فعليًا للاحتلال العسكري.
وأكد المسؤول القطري أن حركة حماس سترفض هذه الخطة، محذرًا من أن فشل المفاوضات لا يمكن تحميل مسؤوليته لقطر التي تقوم بدور الوسيط.
مراوغة إسرائيلية
تأتي هذه التطورات في سياق لقاءات مكثفة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اليومين الماضيين. ويسعى ترامب لدفع الطرفين نحو إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في خطوة يُنظر إليها كجزء من جهوده لتعزيز صورته السياسية في المرحلة الراهنة.
وأفاد ويتكوف أن ثلاثًا من أصل أربع نقاط خلافية قد تم التوصل إلى حلول لها، في حين تبقى مسألة حدود إعادة الانتشار العسكري خلال فترة الهدنة، التي من المتوقع أن تستمر 60 يومًا، هي العقبة الأخيرة أمام التوصل لاتفاق شامل.
ورغم إحراز تقدم ملحوظ، أكدت مصادر مطلعة أن نتنياهو يواجه ضغوطًا شديدة من شركائه في الائتلاف الحاكم، ما يحد من قدرته على تقديم تنازلات دون العودة إلى مجلس وزرائه للحصول على موافقة جماعية.
الصفقة: هدنة لمدة 60 يومًا مقابل إطلاق محتجزين
تشير المعلومات إلى أن الخطة المطروحة تتضمن الإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين أحياء، إلى جانب تسليم رفات عدد من القتلى، خلال فترة هدنة مدتها 60 يومًا، تتراجع خلالها القوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها دوليًا.
وقد أبدت الأطراف المشاركة تفاؤلًا مشوبًا بالحذر، إذ أكد مصدر مطلع أن “الخريطة المعدلة تمثل تقدمًا كبيرًا”، وأضاف آخر: “لا تزال هناك فجوات، لكننا نتحرك في الاتجاه الصحيح.”
ومن المتوقع أن يعقد نتنياهو اجتماعًا إضافيًا مع الرئيس ترامب قبل مغادرته واشنطن مساء الخميس، ما يعكس حجم الرهانات السياسية والدبلوماسية المترتبة على هذا الاتفاق المحتمل.
المصدر: الاناضول