
تعرض مزارعو البطيخ في ولايات جنوبي تركيا، لضربة موجعة وخسائر كبيرة بعد موجة الحر الشديد، لتهوي الأسعار، مشفوعة بزيادة الإنتاج، بولايات ديار بكر وعثمانية وأضنة "جنوبي تركيا" لنحو الليرة الواحدة للكيلو من 15 ليرة، ما دفع العديد من المزارعين لتوزيع البطيخ بالمجان.
وتُعد تركيا ثاني أكبر منتج للبطيخ في العالم بعد الصين بإجمالي إنتاج يصل إلى 4.5 ملايين طن. وتلبي ولاية أضنة وحدها نحو 25% من احتياجات البلاد من البطيخ. ولم تعد قصة المزارع، محمد قوتسال الذي وزع شاحنة بحمولة 26 طناً من البطيخ، أحضرها من أضنة، مجانًا على المواطنين، علامة فارقة هذا الموسم، بل دعا العديد من المزارعين الناس لزيارة حقولهم والحصول على البطيخ بالمجان، وتحملهم خسائر الزراعة والري والسماد، والتي تزيد عن أربع ليرات للكيلو الواحد، واختصار تكاليف الجني والنقل، بحسب المزارع جيزمي عبد الله من ولاية ديار بكر.
ويكشف المزارع التركي لـ "العربي الجديد" أن ولاية ديار بكر هي من الأكثر إنتاجاً للبطيخ، بسبب التربة والرطوبة والمياه، ومعروف عن ديار بكر فعالياتها لهذا المنتج الزراعي وترويجها له، بل واقتران ديار بكر بالبطيخ، فيما هناك ولايات تنتج أكثر من ديار بكر، مقدراً إنتاج أضنة، الأولى بتركيا، بنحو 800 ألف طن سنوياً وديار بكر بنحو 150 ألف طن وما نيسا بنحو 40 ألف طن.
ويضيف عبد الله لـ"العربي الجديد" أن بداية الموسم كانت مبشرة كثيراً بالنسبة للمزارعين، وقت وصل سعر الكيلو بالحقل إلى نحو 15 ليرة وبالأسواق 25 ليرة، لكن برودة الطقس الشهر الماضي حالت دون الإقبال على هذه الفاكهة "وقيل لنا تراجع التصدير بسبب برودة الطقس في أوروبا" ولكن، أخيراً ومع بدء ارتفاع درجات الحرارة ووصولها لنحو 40 درجة مئوية بمناطق الإنتاج، زادت ضرورة الحصاد والبيع، لتتراجع الأسعار إلى تسع ليرات للكيلو ومن ثم خمس ليرات، ووصلت قبل أيام إلى ليرة واحدة بالحقول مع بطء البيع .
تأثير الجفاف على إنتاج البطيخ
ويقول الاقتصادي التركي، خليل أوزون، إن واقع الزراعة بتركيا هذا العام "مأساوي" بعد تراجع إنتاج الحبوب بسبب الجفاف وقلة الأمطار إلى الأدنى منذ 65 عاماً، ومن ثم موجات الصقيع التي ضربت الولايات المنتجة للفواكه، ها هي الحرارة وزيادة العرض توقع مزارعي البطيخ بالخسائر.
ولفت بالوقت نفسه إلى "الارتفاع الجنوني" لأسعار بقية الفاكهة الصيفية التي أثر الصقيع وقلة العرض على ارتفاعها، فسعر كيلو الكرز لا يقل عن 300 ليرة والدراق 150 ليرة والمشمش 120 ليرة، وللأسف، البطيخ تراجع سعره بسبب العرض الكبير. ويرى الاقتصادي التركي أن الحل بتدخل الحكومة والتجار، لاستجرار محصول البطيخ وهو بذروته الآن، لوضعه بالبرادات وطرحه بالسوق الداخلية بكميات تضمن تحسين السعر، أو، وهو الأهم، تصدير فائض الإنتاج للخارج، معتبراً أن البطيخ التركي مطلوب بأوروبا بسبب طعمه وخلوه من متبقي الأسمدة الكيميائية.
وأكثر البلدان استيراداً للبطيخ التركي، بحسب تقرير سابق للبنك الدولي، هي الولايات المتحدة الأميركية أولاً بقيمة 1.82 مليار دولار ثم ألمانيا بقيمة 517 مليون دولار ففرنسا بقيمة 389 مليون دولار.

Related News

