
أعلنت السلطات الفرنسية أن حرائق مرسيليا، ثاني مدن فرنسا في جنوب غرب البلاد، التي أدت إلى إجلاء حوالى 400 شخص، "تتراجع بشكل كبير"، صباح الأربعاء، لكنها حذرت من احتمال اندلاع "بؤر جديدة". على ما أفاد رئيس إدارة منطقة بوش دون رون جورج-فرنسوا لوكلير، مضيفا أن الحريق أصاب ما لا يقل عن 70 منزلا تهدّم عشرة منها من دون وقوع ضحايا باستثناء بعض الإصابات الطفيفة.
وكانت إدارة المنطقة حذرت في وقت سابق عبر إكس من أن سكان الدائرة 16 في مرسيليا وهو الجزء الشمالي من المدينة التي طاولتها النيران الثلاثاء "بات بإمكانهم مغادرة منازلهم"، لكن "من المبكر" للأشخاص الـ400 الذين جرى إجلاؤهم "العودة إلى منازلهم".
وأعلنت السلطات، اليوم الأربعاء، أن الطريق السريع الذي يربط بشمال مرسيليا "قد يعاد فتحه بشكل جزئي" مع "مسلك مخصص لفرق الإطفاء". كما عادت حركة القطارات السريعة اليوم الأربعاء بعد توقف، الثلاثاء، فيما تبقى حركة القطارات المحلية مضطربة وفق الشركة الوطنية للسكك الحديد.
وقالت فريدة البالغة 76 عاما التي أجليت بشكل عاجل مع امرأتين أخريين من مرتفعات الدائرة 16 "كانت طقطقة النيران من حولنا أمرا فظيعا (...) رأينا الموت، كنا محاصرين واعترانا الخوف". وأوضحت مونيك بيتر البالغة 73 عاما والتي تقيم في المنطقة نفسها "اضطررنا للمغادرة، لأن النيران بلغت الحديقة ووصل عناصر الإطفاء بعد أربع ساعات. منذ ذلك الحين نحن هنا ولا نعرف إن كان منزلنا لا يزال صامدا". وقال رينيه كانوفاس البالغ 66 عاما "احترق كل شيء احترقت منازل (...) وانتقل الحريق إلينا حاولنا الري لتجنب أن ينتشر".
ويشارك أكثر من 800 عنصر إطفاء في مكافحة الحريق فيما ألقي 400 طن من المياه من الجو لمنع النيران التي بلغت أحياء شمال مرسيليا من إلحاق المزيد الأضرار على ما قال وزير الداخلية برونو روتايو. ودعا السكان إلى التحلّي بالحس المدني، مشيراً إلى أنّ تسعة من كل عشرة حرائق يسببها الإنسان.
ونجم حريق مرسيليا عن احتراق سيارة، وفي غضون ساعات اجتاح الحريق 700 هكتار ما استدعى ظهرا إغلاق مطار إيكس-مرسيليا بروفانس رابع أكبر المطارات الفرنسية من حيث عدد المسافرين والواقع شمال غرب مرسيليا. ودفع الحريق السلطات إلى دعوة نحو 15 ألفا من سكان الدائرة 16 إلى ملازمة المنازل.
وحذّر وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو مساء الثلاثاء "كل المؤشرات تفيد بأن الصيف ستكون دونه مخاطر كثيرة"، فيما تسجل في فرنسا أولى الحرائق الكبيرة هذه السنة. وقد اندلعت خلال عطلة نهاية الأسبوع في مقاطعات عدة في جنوب البلاد، ما أدى إلى أزمات سير خانقة بسبب بدء إجازات الصيف.
وبموازاة ذلك، على الجانب الآخر من ساحل المتوسط قرب ناربون في مقاطعة أود التي طاولتها ثلاثة حرائق في غضون أسبوع، يواصل أكثر من ألف عنصر إطفاء من كل أرجاء فرنسا مكافحة حريق اجتاح ألفي هكتار من الغابات منذ الاثنين.
(فرانس برس)

Related News

