
سقط ثلاثة شهداء وجرح عدد من الأشخاص باستهداف مسيّرة إسرائيلية لسيارة في منطقة العيرونية شمالي لبنان بعد ظهر اليوم الثلاثاء، وذلك في توسعة جديدة لعمليات الاغتيال خارج نطاق الجنوب، وأكّدت وزارة الصحة اللبنانية أنّ "غارة العدو الإسرائيلي بمسيّرة على سيارة في العيرونية أدت في حصيلة نهائية إلى سقوط ثلاثة شهداء وإصابة ثلاثة عشر آخرين بجروح".
من جهته، قال مصدر في حركة حماس لـ"العربي الجديد"، إنّه لا صحة للمزاعم الإسرائيلية باغتيال أحد قياديي الحركة في العيرونية. وجاء ذلك رداً على بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي، قال فيه إنه استهدف شخصية "مؤثرة" في حركة حماس بمدينة طرابلس في شمال لبنان، ولم يكشف الجيش عن هوية الشخص المستهدف.
وتزامن الاستهداف مع الجولة التي يقوم بها الموفد الأميركي توماس برّاك في لبنان وشملت في يومها الثاني قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، بحيث تناول اللقاء البحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات الراهنة، كما زار منطقة الجنوب اللبناني، وتحديداً قطاع جنوب الليطاني، حيث اطلع على عمل لجنة الإشراف على مراقبة وقف العمليات العدائية، والجيش اللبناني.
ولم يقدّم برّاك رغم الأجواء الإيجابية التي خرجت بعد لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة أمس الاثنين أيّ ضمانات للبنان بعدم حصول اعتداءات إسرائيلية على الأراضي اللبنانية، أو بعدم تكرار الحرب، بيد أنه توقف عند الامتنان الأميركي لسرعة الردّ اللبناني على المقترح الأميركي الذي حمله معه في زيارته الأولى في 19 يونيو/حزيران الماضي، تاركاً حلّ مسألة سلاح حزب الله إلى اللبنانيين، ملوّحاً بتداعيات عدم حصول ذلك، وخسارة لبنان فرصة السلام والازدهار وعدم ركوبه موجة التغيير.
وتواصلت خروقات جيش الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار اليوم الثلاثاء بحيث ألقت محلقة إسرائيلية قنبلة على بلدة الضهيرة جنوبي لبنان، وسط تسجيل تحليق لطيران الاحتلال في الأجواء اللبنانية. وتخطّى عدد الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عتبة الـ4 آلاف خرق، فيما أسفرت الاعتداءات عن سقوط أكثر من 245 شهيداً وجرح ما يزيد عن 609 أشخاص.
من جهة أخرى، زار البطريرك الماروني بشارة الراعي اليوم الثلاثاء قصر بعبدا الجمهوري حيث التقى الرئيس اللبناني جوزاف عون وجرى عرض لآخر التطورات في لبنان والمنطقة. وقال الراعي بعد اللقاء "حمدالله، هناك شيء ممتاز وآخر يحتاج إلى انتظار، لكن فهمنا كل القضايا وتحدّثنا بالأمور كلها". وأضاف: "زيارة برّاك ممتازة جداً بحسب قول الرئيس عون ولبنان قدّم ورقة الجواب وينتظرون جواباً من حزب الله لكن الجواب الذي أعطاه الرؤساء الثلاثة استلمه برّاك وسيراه وسيجاوب إذا لديه ملاحظات، لكنهم سعيدون من الردّ والورقة التي أتى بها".
وفي معرض رده على سؤال، عما إذا كان عدم تطبيق مبدأ حصرية السلاح قد يعيق قيام الدولة في لبنان، قال الراعي "الموضوع يحتاج إلى وقت وعون متفهم للموضوع، ولاحقاً سيذهب إلى الحكومة، ولكن لا عودة للحرب، لا شيء من هذا يُذكر"، مؤكداً أن "لبنان ليس متروكاً لوحده، هناك دول عظمى معه، أميركا وفرنسا ودول الخليج".

Related News

