حرائق اللاذقية تتوسّع ودمشق تطلب دعماً أوروبياً
Arab
5 days ago
share

كشف وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في سورية رائد الصالح عن تواصله مع الاتحاد الأوروبي وقبرص للمساعدة في عمليات احتواء حرائق اللاذقية في الساحل السوري، مؤكداً أن فرق الإطفاء السورية، إلى جانب فرق إسعاف وطائرات إسعاف من الأردن ولبنان وتركيا، لا تزال تعمل على احتواء الحرائق في المنطقة. وقال الصالح عبر الإخبارية السورية، اليوم الثلاثاء، إنّ "الأولوية القصوى هي لحماية المدنيين. وحتّى اليوم، لم تسجل خسائر في الأرواح، وهذا يعد إنجازاً، هذا الحريق جرت محاصرته قبل أن يمتد".

وأشار الصالح إلى أن هبّات الرياح القوية تسهم في توسع رقعة الحريق، مضيفاً: "الظروف الحالية أكبر من قدرتنا على السيطرة"، وتابع: "أبلغنا الأهالي بضرورة مغادرة المناطق التي تتعرض للحريق، ونحن بصدد إرسال فرق لتأمين القرى التي يعمل شبابها معنا، والظروف الجوية تساهم في انتشار النيران، والغابات غير مؤهلة، وعمليات الاقتطاع غير منظمة، كما أن انفجار مخلفات الحرب يعيق التقدم والسيطرة الكاملة على الحريق".

وأوضح أن هناك تواصلاً مع الاتحاد الأوروبي، مرجحاً أيضاً تدخل الطائرات القبرصية للمشاركة في إطفاء الحرائق، وقال: "شاركت 16 طائرة في العمليات، وقد أرسلنا طلباً إلى الاتحاد الأوروبي لمساعدة المدنيين في القرى المتضرّرة، مثل قسطل معاف وغيرها من القرى"، وأردف: "وصلت النيران إلى هذه القرى، وقمنا بإجلاء المدنيين منها، والمناطق المتضرّرة كانت مهجورة منذ عهد النظام، ولم تكن تضم عدداً كبيراً من العائلات، لكنّنا أجلينا 25 عائلة من مختلف المناطق، وسجلت عشر إصابات في صفوف الدفاع المدني".

ووفق ما أعلنه الصالح عبر موقع "إكس"، استجابت فرق الإطفاء في سورية لأكثر من 4000 حريق منذ مطلع إبريل/نيسان وحتى 7 يوليو/تموز 2025، كان النصيب الأكبر منها في حلب بـ789 حريقاً، تلتها اللاذقية بـ601، ومن بين مجمل الحرائق، سُجّل 2054 حريقاً زراعياً وحراجياً، تصدرتها اللاذقية بـ441 حريقاً، ثم طرطوس بـ308. وبلغت ساعات العمل لإخماد الحرائق 3744 ساعة وفق ما أكده الصالح، منها 1400 ساعة في اللاذقية وحدها، ما يعكس صعوبة التعامل مع حرائقها بسبب طبيعتها الجغرافية المعقدة، وخلال الأسبوع الأول من تموز، سُجّل 334 حريقاً جديداً، منها 170 حريقاً زراعياً وحراجياً، توزعت أغلبها في اللاذقية بـ46 حريقاً، ثم طرطوس بـ26.

وتوسعت حرائق اللاذقية غربي سورية، المتواصلة منذ ستة أيام، إلى مناطق جديدة، وأدت إلى إخلاء قرى جديدة من سكانها رغم الجهود الكبيرة لمحاولة إطفائها بدعم من دول الجوار. ومساء أمس الاثنين، أعلن الدفاع المدني السوري اندلاع حرائق جديدة في ريف اللاذقية الشمالي، وقال إن منطقتي كارن كول والبركة في ناحية قسطل معاف شهدتا انتشارًا واسعًا للحرائق مع اشتداد سرعة الرياح، مع مواصلة جهود فرق الإطفاء في الحد من انتشار النيران ومنع توسعها، وسط صعوبات كبيرة بسبب عدم وجود طرق للوصول إلى بؤر النيران.

وبحسب الدفاع المدني، توسعت رقعة الحرائق في محيط قرية الغسانية قرب منطقة البسيط بريف اللاذقية، وبدأت عملية إجلاء للمدنيين منها بعد اشتداد سرعة الرياح التي تنقل ألسنة اللهب المتطايرة. وقال محمد أسعد، وهو متطوع في الدفاع المدني يعمل في إخماد حرائق اللاذقية، لـ"العربي الجديد"، إن الرياح العاتية تعيد إشعال بؤر الحريق وتوسّع نطاقها، ما يزيد من صعوبة السيطرة عليها ويُضاعف التحديات الميدانية، رغم مشاركة الكثير من فرق الإطفاء والمجموعات التطوعية، مؤكداً أن الوضع لا يزال حرجًا، والحرائق لا تزال تتوسع إلى جبل البدروسية وتقترب من منازل المدنيين. وأضاف: "نركز جهودنا الآن على حماية محمية الفرنلق، التي تُعد رئة طبيعية لسورية".

حرائق اللاذقية تتسبب في مخاطر صحية

في سياق متصل، حذّر الدفاع المدني السوري سكان ريف إدلب الغربي (شمال غربي سورية) من مخاطر صحية ناجمة عن تصاعد الدخان الكثيف في المنطقة، نتيجة للحرائق الحراجية المندلعة في محافظة اللاذقية منذ عدة أيام. وأوضح الدفاع المدني أنّ كثافة الدخان ازدادت في ريف إدلب الغربي خلال الساعات الماضية، بسبب استمرار الحرائق في اللاذقية، إضافةً إلى حركة الرياح الجنوبية الغربية، ما أدى إلى وصول الأدخنة إلى مناطق واسعة، ولا سيما الأجزاء الغربية والشمالية الغربية من إدلب.

ووفق الدفاع المدني السوري، قضت حرائق اللاذقية على مئات آلاف الأشجار الحرجية التي تمتد على نحو 10 آلاف هكتار في 28 موقعًا، وأدت إلى نزوح سكان قرى وخسائر مادية كبيرة.

الداخلية السورية: المؤازرة مستمرة لإطفاء الحرائق

من جهته، أكد وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، اليوم الثلاثاء، أن الوضع في مناطق الحرائق بريف محافظة اللاذقية شمال غربي البلاد "بدأ يصبح تحت السيطرة"، مشيراً إلى أن فرق الدفاع المدني السوري، بمساندة من الطيران التركي والأردني، تواصل جهودها لإخماد النيران المستعرة منذ ستة أيام في المناطق الحراجية.

وجاءت تصريحات خطاب خلال مقابلة متلفزة أجراها من موقع عمل فرق الإطفاء والدفاع المدني في ريف اللاذقية، على هامش جولة ميدانية تفقدية قام بها، حيث أوضح: "أجرينا جولة في الطائرة التابعة لوزارة الدفاع السورية واطلعنا على المشهد من الجو، ونطمئن الأهالي بأن الوضع بدأ يصبح تحت السيطرة"، مضيفاً أن "فرق الدفاع المدني السوري والطيران التركي والطيران الأردني وطيران الدول المساعدة تعمل بشكل متواصل، وخلال الساعات القادمة سوف نبشر أهلنا بأن الأمور سوف تعود تحت السيطرة".

وأشار الوزير إلى أن وزارة الداخلية "استنفرت جميع عناصرها الموجودة في المنطقة، كما أرسلت أيضاً مؤازرات لتأمين حماية الفرق العاملة في هذه الغابات"، مضيفاً: "تحدثنا إلى المسؤولين في وزارة الطوارئ ونحن مستعدون لأي مساعدة يطلبونها من وزارة الداخلية".

وفي ما يخص أسباب الحرائق، كشف خطاب أن "التحقيقات جارية حول شبهات تورط بعض الشخصيات في ما يخص الحرائق"، مبيناً أن "المساحات التي احترقت شاسعة جداً، وهناك شكوكا في بعض الأشخاص بأنهم من قاموا بافتعال هذه الحرائق، ولكن الموضوع يحتاج إلى أدلة وتوثيقات". وأضاف: "سوف نبدأ بعمليات استطلاع بشكل كبير بأفكار جديدة، بعد ما استمعنا إليه من معلومات خلال الجولة الميدانية، وخلال الساعات القادمة، إذا تبين أن هناك أحداً متورطاً سوف يتم كشفه".

وتستمر فرق الدفاع المدني السوري، بالتعاون مع فرق الإطفاء ومروحيات الجيش السوري، إضافة إلى مروحيات تركية وأردنية ولبنانية، في عمليات إخماد الحرائق في مناطق ريف اللاذقية، وسط صعوبات كبيرة ناجمة عن سرعة الرياح، ووعورة الطرق، ومخلفات الحرب المنتشرة في المنطقة.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows