هل يمكن تفادي المواجهة العسكرية بين الصين وأميركا؟
Arab
5 days ago
share

قالت صحيفة صينية، اليوم الثلاثاء، إن التهديد بالحرب قد يحشد قاعدة سياسية محلية، ولكن الحكمة الحقيقية لا تكمن في جلب الكارثة، بل في إتقان منعها، وذلك في تقييمها لمدى إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية. وأضافت أنه في حين تستمر الحرب في أوكرانيا وتشتعل صراعات جديدة في الشرق الأوسط، لا يمكننا أن نتجاهل دقات طبول التوتر بين القوى العظمى (الصين والولايات المتحدة) في المحيط الهادئ على مستويات غير مسبوقة منذ الحرب الباردة. ولفتت صحيفة "ساوث تشاينا مورنيغ بوست" إلى أن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، المعروف بتشدده تجاه الصين، يُؤطّر الدبلوماسية من خلال المواجهة الاستراتيجية.

واستحضرت أنه صرّح بأن الولايات المتحدة تهدف إلى "إعادة إرساء الردع" ضد "العدوان الصيني" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ويشمل ذلك ترقية القيادة الأميركية اليابانية إلى "مقرّ قيادة حربية"، ودفع الحلفاء في آسيا إلى الالتزام بإنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، كما فعل حلف شمال الأطلسي (الناتو). يشار إلى أنه في حوار شانغريلا بسنغافورة قال هيغسيث إن التهديد الذي تُشكّله الصين قد يكون "وشيكًا، مُحذّرًا من أن تغيير الوضع الراهن لسلسلة الجزر الأولى بالقوة سيكون غير مقبول"، وقد أكّد مرارًا وتكرارًا أن الولايات المتحدة مُستعدة للحرب مع الصين.

وقالت الصحيفة الصينية "تُغذّي هذه التهديدات المُتبادلة الحماسة القومية، وتُعيد إلى الأذهان خطابًا كان مُخصصًا سابقًا لحرب حافة الهاوية في الحرب الباردة"، موضحة أن هذا التوتر يتجلى في الأفعال، لا في الأقوال فحسب. وأضافت "الأهم من ذلك، أنه حتى مع ظهور اتفاقيات تجارية محدودة وهشة، فإن المواجهة العسكرية والاستراتيجية الأساسية لا تزال راسخة"، وأشارت إلى أنه أثناء زيارة حاملة الطائرات الأميركية إلى الفيليبين، أعلنت قيادة مسرح العمليات الجنوبية للجيش الصيني عن تنظيم القوات البحرية والجوية دوريات تأهب قتالي في المياه الإقليمية والمجال الجوي بالقرب من جزر سكاربورو المتنازع عليها.

وأضافت: "وضع اجتماع وزراء خارجية المجموعة الرباعية الأخير في واشنطن التوترات التجارية الداخلية جانباً، وعزز التوافق الاستراتيجي ضد الإكراه في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، والذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره إشارة إلى الصين، واعتبرت أن إبحار حاملة الطائرات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية "يو إس إس جورج واشنطن" إلى مانيلا في اليوم نفسه الذي زارت فيه أول حاملة طائرات صينية مصممة محليًا "شاندونغ" ميناء هونغ كونغ، وبعد أسابيع من إجراء مجموعتي حاملات الطائرات الصينيتين تدريبات في غرب المحيط الهادئ، بمثابة استفزاز.

وتابعت قائلة إن شبح الفناء النووي يظل رادعًا متبادلًا، إذ تمتلك الصين ما لا يقل عن 600 رأس حربي، مدعومة بصواريخ دي إف-26 "القاتلة لحاملات الطائرات". ومع ذلك، يكمن الخطر في التصعيد التقليدي. إذ يُعطي البنتاغون الآن الأولوية لهزيمة الصين في أي طارئ، ما يؤدي إلى زيادة استعراض القوة قرب المياه الصينية، مع إهمال الالتزامات الدولية الأخرى.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows