
أعلنت وزارة الداخلية في سورية أن مديرية الأمن الداخلي في منطقة تلكلخ بريف محافظة حمص الغربي، وسط البلاد، ألقت القبض على العميد رياض حمدو الشحادة الذي شغل مناصب عدّة في الأمن السياسي، قبل سقوط نظام الأسد، في عدد من محافظات سورية. وأوضح مصدر خاص لـ"العربي الجديد" أن المعلومات المتاحة تؤكّد تورط الشحادة في عمليات اعتقال لسوريين في منطقة النبك، في ريف دمشق، وإحالتهم إلى محكمة الإرهاب وسجن صيدنايا.
وقالت الوزارة، اليوم الثلاثاء، عبر تليغرام إنّ "الشحادة شغل رئاسة فرع الأمن السياسي في دمشق، وهو متورط في ارتكاب عدد من الجرائم بحق الشعب السوري، منها عمليات تصفية لنساء، بالإضافة إلى عمليات اعتقال تعسفية بأوامر مباشرة منه"، مؤكدة إحالته إلى القضاء المختصّ لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
بعملية أمنية دقيقة، تمكنت مديرية الأمن الداخلي في منطقة تلكلخ بريف حمص، من إلقاء القبض على العميد المجرم رياض حمدو الشحادة، والذي شغل مناصب عديدة لدى الأمن السياسي إبان النظام البائد في عدد من المحافظات السورية، كان آخرها رئيس فرع الأمن السياسي بدمشق، pic.twitter.com/IPE7PZouae
— وزارة الداخلية السورية (@syrianmoi) July 8, 2025
وأكد الباحث السياسي محمد المصطفى لـ"العربي الجديد" أن "الضباط في أفرع الأمن السياسي كانوا يتمتعون بصلاحيات واسعة في فترة حكم نظام الأسد، وهي صلاحيات فوق قانونية"، مشيراً إلى "دور الضباط البارز في عمليات اعتقال المواطنين، اعتماداً على تقارير متعاونين معهم يزرعونهم بين المواطنين في الجامعات والمؤسسات الحكومية ودوائر الدولة"، موضحاً أن "لهم أدواراً في عمليات الاستجواب والقتل والتعذيب في السجون، خاصة ضمن عمليات التحقيق".
وأضاف المصطفى: "ضباط الأفرع الأمنية بما فيها الأمن السياسي والأمن العسكري والاستخبارات الجوية، خلال سنوات الثورة، كان لهم مشاركة واضحة في عمليات القمع المباشر للمدنيين وعمليات الاعتقال على الحواجز، وكان لهم دور رقابي على العناصر وضباط الجيش، يرصدون أي محاولة تساهل مع المواطنين، وهذا ما يجعلهم في موضع الاتهام المباشر بعمليات القتل والاعتقال".
وحول تكرار عمليات الاعتقال في منطقة تلكلخ، أكد حوراني أن المنطقة تتمتع بتضاريس وعرة إلى جانب وقوعها تحت سيطرة الفرقة الرابعة، التي كان يرأسها ماهر الأسد، كما تضم المنطقة عشرات ممرات التهريب بين لبنان وسورية، وهذا "يجعلها مقصداً لمن يحاول مغادرة سورية من المجرمين في نظام الأسد المخلوع"، منوهاً بضبط قوى الأمن في الحكومة السورية محاولات تهريب عدّة للسلاح في المنطقة، وقال حوراني إنه "من المرجح أيضاً أن عناصر وقادة سابقين في جيش نظام الأسد يقصدون المنطقة لوجود روابط ما بينهم وبين المهربين، إضافة إلى أبعاد أخرى طائفية، والدليل على ذلك اعتقال وسيم الأسد في منطقة تلكلخ".
وأعلنت وزارة الداخلية سابقاً عن اعتقال العميد رامي منير إسماعيل، أحد ضباط النظام المخلوع، الذي شغل منصب رئيس فرع المخابرات الجوية في محافظتَي اللاذقية وطرطوس، والمتهم بارتكاب العديد من الانتهاكات بحق المدنيين في سورية، قبل حوالى أسبوع.

Related News

