تذبذب المفكرين والسياسيين في الوقائع والاحداث (1)
Party
3 days ago
share

بقلم / د. محمد القشة
يشهد العالم العربي والإسلامي تحولات سياسية وفكرية متسارعة تفرض على النخب الفكرية والسياسية مواقف واضحة إزاءها ، إلا أن ما يلاحظ هو تذبذب الكثير من المفكرين والسياسيين في تقييمهم للأحداث وتبنيهم مواقف متقلبة تبعاً للظروف وسوء التقدير والمصالح مما يفقدهم المصداقية ويضعف تأثيرهم..
ولعل أحد الأسباب الجوهرية لهذه المشكلة هو ضعف التأسيس العقدي والفكري الرصين الذي يعد الإطار المرجعي الثابت الذي ينطلق منه المفكر أو السياسي في تحليله ومواقفه، ولكن هناك أسباباً أخرى تساهم في تفاقم هذه الظاهرة وهذا المقال يستعرضها بالتحليل والنقد…
أولاً: غياب المنهج العقدي والفكري الواضح:
يعد الانفصال عن التأسيس العقدي الصحيح أحد أهم أسباب التذبذب الفكري والسياسي، فالكثير من المفكرين المعاصرين ينطلقون من مناهج فكرية هجينة، تخلط بين الإسلام والليبرالية أو القومية أو الماركسية، دون ضوابط شرعية أو عقلية واضحة وهذا يؤدي إلى:
١- الازدواجية في التقييم:
حيث يحكم على الأحداث بمعايير متضاربة فيدين الانقلاب العسكري في دولة لأنه “انقلاب على الشرعية”، ويبرره في دولة أخرى بحجة “ضرورات المرحلة”
٢- التأثر بالموجات الفكرية الغربية:
فبدلاً من انطلاق المفكر من ثوابت الإسلام، نجده يتبنى مصطلحات مثل “الليبرالية” و”الحداثة” و”العلمانية” دون تمحيص، مما يجعله أسيراً للرؤية الغربية للأحداث
ثانياً: الأهواء والمصالح الشخصية:
كثير من المفكرين والسياسيين يخضعون لضغوط المصالح المادية أو السياسية، مما يجعل مواقفهم متغيرة حسب تغير الظروف ومن مظاهر ذلك:
١-التبعية للجهات الداعمة:
فبعض المفكرين يعتمدون على تمويل أحزاب أو دول أو منظمات مما يفرض عليهم تبني خطاب معين يتوافق مع مصالح مموليهم
٢-الخوف من العزلة أو النبذ:
فيتراجع البعض عن آرائهم تحت ضغط الرأي العام أو وسائل الإعلام خوفاً من فقدان الشعبية أو التعرض للتشويه
يتبع…..

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows