
تُمثل بقعة في شرق أفريقيا تُسمى مثلث العفر نقطة التقاء ثلاث مناطق تتمزق عندها قشرة الأرض، ولم يتأكد الباحثون تماماً من سبب هذا التصدع، لكن دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature Geoscience تُشير إلى أنه ناتج عن نبضات الصهارة المنتظمة من أعماق السطح. واكتُشف نبضٌ يُشبه نبض القلب ينبض في أعماق شرق أفريقيا، ويُمزّق القارة. يُعزى هذا النبض الغريب إلى ارتفاعٍ مُنتظمٍ لصخور الوشاح المنصهرة، التي ترتفع وتنخفض تحت سطح الأرض، وفقاً للدراسة، هذه الموجات قوية لدرجة أنها، على مدى ملايين السنين، قد تُقسّم أفريقيا إلى نصفين وتُشكّل محيطاً جديداً كلياً.
ورُصدت هذه النبضة الجيولوجية في مثلث العفر، وهي منطقة تلتقي فيها ثلاث صفائح تكتونية، الأفريقية والصومالية والعربية، أسفل إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي. وتُعرف هذه المنطقة باسم التقاء ثلاثي تكتوني، وهي من الأماكن القليلة على الأرض التي تُسحب فيها قشرة الكوكب في ثلاثة اتجاهات مختلفة في آن واحد. عندما تتباعد هذه الصفائح، تُكوّن شقوقاً عميقة تُسمى الصدوع، وهي أماكن تتمدد فيها قشرة الأرض على نحوٍ أرق فأرق حتى تنكسر في النهاية. ومن بين هذه الصدوع، تم الاكتشاف.
نبضات الصهارة مثل القلب
جمع فريق الدراسة 130 عينة صخرية من براكين في منطقة العفر، وحلّل تركيبها الكيميائي. وما وجده كان نمطاً متكرراً من البصمات الكيميائية يُظهر عمود الصهارة يرتفع وينخفض على مدى ملايين السنين. وقالت الجيولوجية من جامعة سوانسي، إيما واتس، التي قادت الدراسة: "وجدنا أن الوشاح تحت العفر ليس متجانساً أو ثابتاً، إنه ينبض"، "معدلات التصدع تتحكم فعلياً فيما نراه في عمود الصدع. نعتقد أن صدع البحر الأحمر ينتشر أسرع، لذا لديه مساحة أكبر للتحرك، ويتمدد بسهولة أكبر".
ونقلت "بي بي سي" عن توم جيرنون من جامعة ساوثهامبتون، الذي شارك أيضاً في الدراسة، أن "الخطوط الكيميائية تشير إلى أن العمود ينبض، كنبض القلب"، وأوضح أن نبضات الصهارة هذه تتصرف على نحوٍ مختلف اعتماداً على بنية قشرة الأرض. ففي الأماكن التي تكون فيها القشرة أرق أو حيث يحدث الصدع أسرع، مثل على طول البحر الأحمر، تنتقل نبضات الصهارة بسهولة أكبر، مثل نبضة تنتقل عبر شريان.

Related News


