
كشفت تقارير إسرائيلية وأوروبية عن تصاعُد مقاطعة السلع والبضائع الإسرائيلية، وخاصة المنتجات الزراعية، في أوروبا ودول عدة حول العالم، بسبب حرب غزة وجرائم الحرب الإسرائيلية هناك. وأكدت أن المقاطعة الأوروبية للمنتجات الإسرائيلية آخذة في التوسع، حتى في دول تُعد تقليديًّا من أقرب حلفاء إسرائيل مثل ألمانيا. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في تقرير بتاريخ 26 يونيو/حزيران، أن سلاسل متاجر كبرى في بريطانيا وإيطاليا، من بينها سلسلة "كو-أوب"، قررت وقف بيع المنتجات الإسرائيلية، كما سُجلت مؤشرات مماثلة في ألمانيا، حيث قاطعت سلسلة متاجر "ألدي" شراء المنتجات الإسرائيلية منذ أكثر من شهر ونصف.
وكانت سلاسل متاجر "كو-أوب" في إيطاليا وبريطانيا قد قررت وقف بيع المنتجات الإسرائيلية، بعد تزايد ردات الفعل الغاضبة على الإبادة الإسرائيلية في غزة لدى المشترين، ما أثّر سلبًا على تجار تجزئة كبار مثل "ويتروز" البريطانية و"ألدي" الألمانية، وكذلك في اليابان. بل وبدأت "كو-أوب" الإيطالية تسويق منتج "غزة كولا"، وهو مشروب صودا يحمل العلم الفلسطيني.
وقال مزارعون وعاملون في قطاع تصدير البطاطس الإسرائيلية لأوروبا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن أصحاب شركات تعبئة وتغليف المنتجات الإسرائيلية أبلغوهم أن عرض منتجات مكتوب عليها "صنع في إسرائيل" أصبح أمرًا صعبًا حتى داخل ألمانيا، ما دفعهم إلى وقف الاستيراد أو إزالة اسم "إسرائيل" من الملصقات، وهو تطور أزعج جماعات مكافحة المقاطعة الصهيونية في الغرب. وأكدوا أنه بات من الصعب تسويق منتجات المستوطنات بسبب التغطية الإعلامية المتزايدة التي تكشف جرائم الاحتلال وقتل الفلسطينيين الجائعين والمحاصرين في غزة.
ونقلت الصحيفة عن المصدر الزراعي الإسرائيلي "عوفر ليفين" قوله: "هناك تحول كبير في المشاعر ضدنا في ألمانيا في الأسابيع الأخيرة، مدفوعًا بالرأي العام حول حرب غزة. وقد أُبلغنا بشكل غير مباشر من سلسلة متاجر ألدي أنها لن تشتري منتجاتنا بعد الآن. وقالوا رسميًّا إن السبب هو توفر منتجات محلية طازجة، لكننا علمنا أن السبب سياسي، حيث قرروا التوقف عن بيع البضائع الإسرائيلية على رفوفهم".
وأكد أن سلسلة متاجر السوبر ماركت الألمانية "كوفلاند"، التي تعرض المنتجات الزراعية الإسرائيلية، قد تتوقف أيضًا عن استيراد البضائع الإسرائيلية وتفتح الباب أمام المنتجات المصرية، زاعمًا أن الأمر لا يتعلق بالجودة بل بالسياسة، في إشارة إلى المقاطعة المتزايدة للبضائع الإسرائيلية. وتُمثل السوق الألمانية أكبر منفذ لصادرات البطاطس الإسرائيلية، ومن المحتمل توقفها بالكامل في الموسم المقبل إذا استمرت المقاطعة، وفقًا لصحف تل أبيب.
وقال يانيف يابلونكا، الرئيس التنفيذي لشركة "يابرو" الإسرائيلية التي تُصدر حوالي 50 ألف طن من البطاطس سنويًّا إلى 11 دولة أوروبية، إن شركة "كو-أوب" التي تعمل في إيطاليا وبريطانيا، هي السلسلة الوحيدة التي تُعلن مقاطعتها علنًا. وأضاف: "معظم تجار التجزئة يُخبرون شركات التعبئة والتغليف الأوروبية سرًّا: لا تُحضِروا لنا بضائع إسرائيلية، لا نريد مشاكل أو احتجاجات من حركة المقاطعة، احصلوا عليها من المغرب أو مصر". وتكرر الأمر في فرنسا، حيث ألغت شركة "ليدل" استيراد منتجات إسرائيلية بسبب الضغط السياسي الناتج عن الرأي العام الرافض جرائم الاحتلال.
بلجيكا والسويد وأيرلندا واليابان تقاطع
وتُلزم لوائح الاتحاد الأوروبي تجار التجزئة بوضع علامة توضح بلد المنشأ على الرفوف، مما دفع المستهلكين إلى رفض المنتجات الإسرائيلية. وقد بدأت بلجيكا مقاطعة بضائع الاحتلال على خلفية هذه اللوائح، وكانت السويد قد توقفت عن شراء المنتجات الإسرائيلية منذ خمس سنوات، في حين توقفت النرويج عن استيرادها منذ العام الماضي.
وقررت جمعية "آي سي إيه" في السويد مقاطعة المنتجات الإسرائيلية منذ حوالي خمس سنوات، ولم تعد النرويج تشتري من إسرائيل على الإطلاق، وأُغلقت فعليًّا المنافذ أمام بضائع الاحتلال، وأكد تجار إسرائيليون أن هذا التوجه آخذ في الازدياد في جميع أنحاء أوروبا. كما كشف أحد المصدّرين الإسرائيليين للصحيفة، أن التجار أشاروا إلى ازدياد النظرة السلبية تجاه البضائع الإسرائيلية داخل اليابان، ما قد يعرقل دخولها وتسويقها مستقبلًا.
لا سلع إسرائيلية تضامنًا مع غزة
وفي 25 يونيو/حزيران، أعلنت سلسلة متاجر السوبر ماركت الإيطالية "كوب أليانزا 3.0" عن سحب البضائع الإسرائيلية تضامنًا مع غزة، لتنضم بذلك إلى سلسلة "كو-أوب" البريطانية في مقاطعة المنتجات من الدول المتهمة بانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك إسرائيل. وقالت الشركة إنها ستتوقف عن بيع المنتجات الإسرائيلية، مثل الطحينة والفول السوداني وصودا ستريم، تضامنًا مع غزة، مع تزايد زخم مقاطعة السلع الإسرائيلية.
وأضافت في بيان لها في 25 يونيو/حزيران: "لا يمكننا أن نبقى غير مبالين بالعنف المستمر في غزة"، وأعلنت أنها ستبدأ أيضًا ببيع مشروب "غزة كولا" للمساعدة في إعادة بناء مستشفى في القطاع المحاصر. وجاءت هذه الخطوة بعد يوم واحد فقط من إعلان شركة تجارة التجزئة الغذائية البريطانية "كوب جروب" أنها ستتوقف عن الحصول على المنتجات من 17 دولة، بما في ذلك إسرائيل، مشيرة إلى انتهاكات "معترف بها دوليًّا" لحقوق الإنسان.
وفي وقت مبكر من 5 يونيو/حزيران، كشفت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" أن أوروبا تناقش مقاطعة إسرائيل اقتصاديًّا، لكنها تُسرع في شراء المزيد من الأسلحة الإسرائيلية. وأكدت أن الأوروبيين يدعون بشكل متزايد إلى مقاطعة إسرائيل مع استمرار حرب غزة، لكن ذلك لم ينعكس على مبيعات الأسلحة العام الماضي، حين اشترت دول أوروبية أسلحة لمواجهة التهديد الروسي، ما ساهم في رفع صادرات الدفاع الإسرائيلية بنسبة 13% إلى مستوى قياسي بلغ 14.8 مليار دولار. وذكرت الصحيفة أن الصادرات الحربية الإسرائيلية أصبحت ذات أهمية متزايدة للاقتصاد الإسرائيلي، ويعتقد بعض المراقبين أن عام 2025 سيكون عامًا مزدهرًا، رغم صور الإبادة القادمة من غزة.

Related News


