دعا محللون عسكريون صينيون إلى إجراء تغييرات هيكلية داخل الجيش الصيني لمواجهة التهديد المتزايد للهجمات بالطائرات المسيّرة. وفي مقال نشرته صحيفة جيش التحرير الشعبي الصيني، قال الخبراء إنه من المرجح للغاية أن ينشئ الجيش الصيني وحدات قتالية متخصصة لمكافحة الطائرات بدون طيار قادرة على "الاستجابات السريعة" للتهديدات غير المأهولة مع معالجة عدم كفاءة الوحدات التقليدية متعددة المهام.

ولفت المقال إلى أن الطائرات المسيّرة لعبت دوراً حاسماً بشكل متزايد في الصراعات الإقليمية الأخيرة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، والصراع بين الهند وباكستان، والضربات الأخيرة بين إسرائيل وإيران. وتشير المقالة التي نشرتها وكالة الأنباء العسكرية في نهاية الأسبوع الماضي، إلى أن بكين أخذت علماً بخطة أميركية لردع أي عدوان من جانب جيش التحرير الشعبي عبر مضيق تايوان من خلال نشر آلاف الأنظمة غير المأهولة في ما تسميه استراتيجية "مشهد الجحيم".

وبحسب المقال، يُنظر إلى إنشاء وحدات مخصصة لمكافحة الطائرات بدون طيار باعتباره هدفاً "طويل الأمد"، في حين من المتوقع أن تركز التعديلات الهيكلية الحالية على دمج قدرات مكافحة الطائرات بدون طيار في وحدات القتال الحالية. ويرى الخبراء، وفق المقال، أنه من الممكن ترقية وحدات الحرب الإلكترونية لتصبح وحدات ذكية مضادة للطائرات بدون طيار قادرة على التحليل المعتمد على الذكاء الاصطناعي والتشويش المتنقل.

هذا، ويعود التحول الهيكلي لجيش التحرير الشعبي الصيني نحو قدرات مكافحة الطائرات بدون طيار إلى وقت مبكر من عام 2016، عندما أفادت وسائل الإعلام الرسمية الصينية بتشكيل وحدة متخصصة تابعة لسلاح الجو لجيش التحرير الشعبي مكلفة باكتشاف وتحييد الطائرات الصغيرة غير المأهولة.

في السياق، كان مسؤول في البحرية الأميركية قد صرّح في مطلع العام الحالي بأن الجيل الأول من الطائرات بدون طيار من المقرر أن يشكل جزءاً من استراتيجية الطائرات بدون طيار الأميركية (مشهد الجحيم) التي سيتم استخدامها ضد الصين في حرب محتملة في مضيق تايوان، وقال أليكس كامبل، مدير وحدة الابتكار الدفاعي التابعة للبحرية الأميركية، في حديثه خلال مؤتمر للمعهد البحري الأميركي في كاليفورنيا، إن هذه الاستراتيجية ستلبي الهدف الذي وضعت من أجله، وأوضح أن الخطة مصممة لنشر أنظمة تدعم القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وتم الكشف لأول مرة عما يعرف بـ"مشهد الجحيم" من قبل هيكس في أغسطس/آب 2023، وهي مبادرة تركز على نشر الآلاف مما يسميه البنتاغون "أنظمة مستقلة قابلة للتدمير في جميع المجالات" لإنشاء أسراب من أنظمة الطائرات بدون طيار الصغيرة منخفضة الكلفة - بما في ذلك المركبات السطحية غير المأهولة، والأنظمة الجوية غير المأهولة، والأنظمة الجوية المضادة للطائرات غير المأهولة.

وتهدف الاستراتيجية في الجزء الأول منها إلى خلق "بيئة جهنمية" تعمل على منع أي عدوان عسكري محتمل من قبل جيش التحرير الشعبي عبر مضيق تايوان. أما الجزء الثاني، الذي أُعلن عنه العام الماضي، فسوف يركز على مواجهة الطائرات المسيرة المعادية.