
لم يسلم قطاع الدواجن في المغرب من تأثيرات موجات الحر التي يشهدها البلد في الفترة الأخيرة. فقد أثرت الحرارة المرتفعة على معدلات الإنتاج في المزارع، الأمر الذي أدى إلى صعود لهيب الأسعار في الأسواق.
وواصلت مديرية الأرصاد الجوية في المغرب تعميم النشرات الإنذارية من الطقس الحار. وحظيت هذه النشرات باهتمام كبير من قبل العديد من القطاعات الإنتاجية، لا سيما بعدما تعدت درجات الحرارة القصوى 40 درجة في عدة مناطق، وهو معدل يتجاوز المستوى الموسمي.
ويعد قطاع تربية الدواجن من أكثر القطاعات مراقبة لدرجات الحراة. فقد أكد رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، محمد عبود، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن درجات الحرارة المرتفعة كان لها تأثير على ظروف الإنتاج في ضيعات تربية الدواجن والأسعار.
وأشار إلى أن درجات الحرارة تؤثر على نمو الكتاكيت، حيث يختلف ذلك التأثير، حسب المناطق، لكنه يشدد على أنه، بشكل عام، يستغرق نمو الكتاكيت كي تصير دواجن تزن كيلوغرامين 34 يوماً في الظروف العادية.، لكن هذه المدة ترتفع إلى 54 يوماً في ظل موجات الحر الأخيرة. ويشدد عبود على أن الظروف المناخية المتسمة بارتفاع درجات الحرارة تفرض تكاليف إضافية على مربي الدواجن، حيث يفترض توفير أعلاف إضافية بجودة عالية.
ويشير عبود إلى أن موجة الحر تفضي كذلك إلى نفوق الدواجن، خاصة في الضيعات الصغيرة التي لا يتوفر أصحابها على تجهيزات لتخفيف تأثيرات درجات الحرارة عن الكتاكيت والدواجن، مؤكداً أن تلك التجهيزات لا تتاح سوى لأصحاب الضيعات الكبيرة. وأضاف أن وتيرة نفوق الدجاج تختلف حسب المناطق وحسب عمر الدجاج. فعندما يكون صغيراً يتمكن من مقاومة الحرارة، غير أن يصبح مع ارتفاع وزنه أكثر عرض للمخاطر المنذرة بنفوقه.
ويتجلى أن تأخر نمو الكتاكيت ونفوق الدواجن بسبب الحرارة المرتفعة، أفضى، نسبياً إلى تقليص العرض من الدجاج، في سياق يشهد ارتفاع الطلب في الصيف، ما أدى إلى تسجيل زيادات في الأسعار. ووصل سعر الدجاج في سوق الجملة في الدار البيضاء، السبت الماضي، ما بين 1.75 و1.8 دولار للكيلوغرام الواحد، بعدما بلغ في اليومين الأخيرين في ضيعات الإنتاج في تلك المدينة وضواحيها حوالي 1.6 دولار للكيلوغرام.
وأكد عبود أن سعر الدجاج في سوق التجزئة يتراوح في الدار البيضاء والمدن القريبة منها بين 1.9 ودولارين للكيلوغرام، غير أن ذلك السعر سيرتفع في مدن أخرى بعيدة عن العاصمة الاقتصادية ليتراوح بين 2.1 و2.2 دولار للكيلوغرام.
وقد كان العرض من الدواجن وفيراً في الأشهر الأخيرة، حيث كان المنتجون راهنوا على زيادة إقبال الأسر على شراء الدجاج بعد إلغاء شعيرة عيد الأضحي، وهو القرار الذي كان اتخذ في فبراير/شباط الماضي. وشهد المغرب في العام الماضي ارتفاعاً قوياً لأسعار اللحوم الحمراء في الأشهر الأخيرة في سياق الجفاف وغلاء الأعلاف، حيث راوحت في الصيف الماضي بين 12 و14 دولاراً للكيلوغرام الواحد، بعدما كانت تراوح في فترات سابقة بين ثمانية وتسعة دولارات.
غير أن عبود اعتبر أنه رغم ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة، فإن ذلك لا ينعكس بشكل ملحوظ على أرباح منتجي الدجاج، خاصة الصغار منهم الذين يتحملون تكاليف كبيرة ويعانون من تراكم المديونية تجاه تجار الأعلاف والمصارف.
وكانت الحكومة قد وقعت مع الفيدرالية البيمهنية في قطاع الدواجن عقد برنامج في مايو/أيار 2023، يراد منه إنجاز استثمارات في حدود 200 مليون دولار في أفق 2030، حيث سيساهم العاملون في القطاع بـ140 مليون دولار والدولة بـ60 مليون دولار. وينتظر أن يفضي ذلك، حسب البرنامج، إلى رفع إنتاج لحوم الدواجن من 782 ألف طن إلى 912 ألف طن.

Related News

