تسببت حرائق الغابات المتواصلة منذ أربعة أيام في محافظة اللاذقية غرب سورية في خسائر كبيرة وتضرر قرى ومنازل، واحتراق مئات الدونمات الزراعية والحرجية، وسط استمرار محاولات فرق الإطفاء احتوائها بدعم تركي وأردني. وأرسلت مديرية الأمن العام الأردنية، اليوم الأحد، فرق إطفاء للمساعدة في إخماد حرائق اللاذقية. وقالت المديرية، في بيان، إن "فرق الإطفاء زُودت بكل المعدات والآليات الحديثة اللازمة لتنفيذ مهماتها على أكمل وجه". أما السلطات التركية فأرسلت طائرتين لمكافحة الحرائق و11 شاحنة إطفاء وسيارات مياه، بعدما كانت أوضحت أن اندلاع حرائق غابات مفاجئة في تركيا منذ 26 يونيو/ حزيران الماضي أخّر وصول المعدات المرسلة إلى سورية.
وكان وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يوماكلي قال، أمس السبت، إن رجال الإطفاء سيطروا على عشرة حرائق رئيسية غرب تركيا، لكن أحد عاملي الإطفاء لقي حتفه، ما رفع عدد ضحايا الجهاز إلى ثلاثة. وقالت السلطات سابقاً إن الحرائق في إزمير نجمت عن عطل في خطوط الكهرباء.
ووصلت حرائق اللاذقية إلى بلدة قسطل معاف، حيث أحرقت منازل، وأيضاً إلى محمية الفرنلق التي تعتبر من بين أهم المحميات الطبيعية في سورية، وتضم أشجاراً نادرة ومعمرة. وتمددت الحرائق الأوسع والأخطر التي تشهدها المنطقة منذ سنوات طويلة إلى منطقة البسيط القريبة من الساحل، وطاولت بلدة ربيعة وكسب وغاباتها ومناطق واسعة في جبل التركمان وصولاً إلى جبل الأكراد، وتسببت في نزوح عشرات من المنطقة وسط حالة استنفار.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الطوارئ السورية، اليوم الأحد، إنشاء غرفة عمليات ميدانية مشتركة، إثر توسع رقعة الحرائق في غابات الساحل السوري، نتيجة الظروف المناخية القاسية، واشتداد سرعة الرياح، ووجود مخلفات حرب تعيق حركة فرق الإطفاء. وقالت إن "الغرفة تضم منظمات سورية فاعلة، وقد باشرت بتقديم دعم لوجستي وميداني لجهود إخماد الحرائق تضمنت تأمين سيارات لنقل المياه ودعم فرق الإطفاء، وتنظيم فرق تطوعية تضم أشخاصاً سبق أن تلقوا تدريبات في مكافحة الحرائق، والمساهمة في توفير آليات ثقيلة تُستخدم لفتح خطوط النار، والمساعدة في تطويق النيران والحدّ من انتشارها.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مدير مديرية الطوارئ والكوارث في اللاذقية، عبد الكافي كيال، قوله إن "هذا الحريق يعدّ أحد الأخطر في المنطقة، وفرق الإطفاء لا تزال تبذل كل طاقتها في مواجهة النيران من أجل منع وصولها إلى قرى مجاورة وأماكن مأهولة". وأمس السبت، غطت سحب الدخان الأسود سماء محافظة اللاذقية، ووصل دخان الحرائق حتى إلى محافظات طرطوس وحماة وإدلب.
وتعتبر غابات اللاذقية رئة سورية، وتضم 31% من مساحة الغابات الموجودة فيها، وتتميز بأشجارها المعمرة، وأهمها السرو والسنديان والبلوط، ومحميات أهمها الأرز، وأم الطيور، والفرنلق، وهي مقصد سياحي ومنطقة زراعية مهمة. وسبق أن تعرضت هذه الغابات لعدة حرائق خلال السنوات القليلة الماضية. ويعزى تكرارها إلى عوامل بشرية، منها تعمّد إشعال الحرائق، وإهمال هذه الغابات، وعدم تنظيمها وفتح طرقات لاحتواء الحرائق وانتشار الألغام ومخلفات الحرب داخلها خلال السنوات الماضية، فضلاً عن عوامل طبيعية أخرى مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة والرياح.
Related News


