في خطوة هي الأولى منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، ظهر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، مساء السبت، على الملأ، حيث شارك في تجمع جماهيري حاشد كعادته السنوية في مناسبة ذكرى عاشوراء. وكان المرشد الإيراني قد اكتفى طيلة أيام العدوان، الذي انطلق في الثالث عشر من الشهر الماضي واستمر اثني عشر يومًا، بتوجيه رسائل متلفزة إلى الشعب الإيراني. وقد شهدت الأيام الأخيرة من الهجوم مشاركة أميركية مباشرة عبر قصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية في أصفهان وقم وسط البلاد.

وحضر هذه المناسبة الدينية، إلى جانب خامنئي، كل من رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) محمد باقر قاليباف، ورئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي، والنائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين. وفي الساعات الأولى من شنّ إسرائيل حربها على إيران، قامت باغتيال قيادات عسكرية رفيعة المستوى، في مقدمتهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري والقائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، فضلًا عن علماء نوويين بارزين؛ الأمر الذي دفع السلطات الإيرانية إلى تشديد تدابير الأمن لقادة الدولة وعلى رأسهم المرشد الإيراني.

وبحسب وسائل إعلام إيرانية، فإن المرشد طلب من الرادود محمود كريمي، الذي قدّم برنامجه في حفل العزاء، أن ينشد أنشودة "أيتها إيران" التي تتضمن مضامين وطنية بغطاء ديني. وفي الآونة الأخيرة، ومنذ العدوان الإسرائيلي، وفي تطور لافت، أضيفت مضامين وطنية وقومية إلى مختلف برامج التلفزيون الإيراني، فضلًا عن تصريحات المسؤولين الإيرانيين، في خطوة لإثارة المشاعر القومية والوطنية الإيرانية في مواجهة العدوان الخارجي.

وفي السياق نفسه، بث التلفزيون الإيراني الرسمي، للمرة الأولى منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، أغنية "أعشق إيران" للفنان نصر الله معين المقيم في لوس أنجليس، خلال أيام العدوان الإسرائيلي، أثناء استعراض تغريدة قال فيها: "الوطن هو الإرث الوحيد الذي لا يمكن التفريط فيه أو وهبه أو بيعه". وقد أثارت هذه الخطوة دهشة كثيرين في إيران.