شهد الطريق الإقليمي اليوم السبت، بمنطقة الخطاطبة التابعة لمحافظة المنوفية، حادثاً مروعاً جديداً يُضاف إلى سلسلة الحوادث المتكررة على الطريق الحيوي الرابط بين العاصمة وبين المحافظات شمال وجنوب مصر. أسفر التصادم العنيف بين سيارتين من نوع ميكروباص عن مصرع 9 أشخاص وإصابة 10 آخرين بإصابات بالغة ومتفاوتة، وفقاً لما أكدته مصادر رسمية وطبية لـ"العربي الجديد".

 تلقت شرطة النجدة، إشارة عاجلة تفيد بوقوع تصادم وجهاً لوجه بين سيارتين ميكروباص تسيران في اتجاهين متقابلين، بالقرب من الطريق المؤدي إلى منطقة الخطاطبة على مسافة 70 كيلو متراً غرب العاصمة. كشفت المعاينة الأولية للأجهزة الأمنية، أن التصادم وقع نتيجة انحراف إحدى السيارتين عن مسارها، وهو ما سبَّب وقوع الاصطدام العنيف، إذ لم يتمكن السائق الآخر من تفادي الحادث أو اتخاذ أي رد فعل يحول دون الكارثة، بسبب عنصر المفاجأة وسرعة وقوع التصادم.

قال مصدر مطلع لـ"العربي الجديد"، إن الحادث الجديد الذي شهدته منطقة الطريق الإقليمي يُعد تكراراً شبه مطابق لحادث سابق مأساوي راح ضحيته 18 فتاة من فتيات مركز أشمونن بمحافظة المنوفية نهاية الشهر الماضي، إذ عزت التحقيقات حينها سبب الحادث إلى القيادة العكسية أو الخاطئة والانحراف المفاجئ عن المسار، وهو ما تكرر حرفياً في حادث اليوم.

وأضاف المصدر الأمني، الذي رفض الإفصاح عن اسمه لكونه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام، أن السائق المتسبب في الحادث فقد السيطرة على عجلة القيادة نتيجة السرعة الزائدة أو عوامل أخرى جارٍ التحقق منها، ما أدى إلى انحرافه والسير في الاتجاه المعاكس، ليصطدم مباشرة بالسيارة المقابلة بشكل مروع أسفر عن تهشم السيارتين تماماً وسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا بين قتلى ومصابين.

دفعت وزارة الصحة، بعدد من سيارات الإسعاف لنقل الجثامين إلى مشرحة المستشفيات العامة، ونقل المصابين إلى عدد من المستشفيات القريبة لتلقي الرعاية الطبية العاجلة، وسط حالة من الحزن والغضب بين أهالي الضحايا وسكان المنطقة. وتواصل الجهات المعنية من النيابة العامة وإدارة المرور التحقيق في الحادث للوقوف على كل الملابسات، كما يجري حصر هويات الضحايا تمهيدًا لإبلاغ ذويهم واستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

ويُعيد هذا الحادث الدامي تسليط الضوء مجدداً على خطورة الطريق الإقليمي، الذي بات يعرف بـ"طريق الموت" بين الأهالي، في ظل تكرار حوادث التصادم القاتلة عليه، ولا سيما تلك الناتجة عن القيادة في الاتجاه العكسي أو سوء تصميم الطريق في بعض المناطق، بما دفع المختصين إلى المطالبة بإعادة النظر في تأمينه هندسياً ومرورياً بشكل عاجل، وتكثيف الرقابة المرورية لمنع تكرار تلك الكوارث التي باتت تحصد الأرواح بشكل متكرر.