"المسرح الواحد "... جبهة لمواجهة تهديدات الصين العسكرية
Arab
1 week ago
share

أثار سعي الفيليبين للانضمام إلى خطة "المسرح الواحد" اليابانية لمواجهة التهديدات البحرية، مخاوف الصين من حدود هذا التحالف وتداعياته الجيوسياسية. وكان وزير الدفاع الفيليبيني جيلبرتو تيودورو، قد صرح أخيراً بأن مفهوم "المسرح الواحد" من شأنه أن يعزز التآزر العملياتي وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتعزيز المتبادل بين أعضاء الفرقة المصغرة، التي تضم الفيليبين واليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وأستراليا.

وقال تيودورو، لوسائل الإعلام المحلية في مؤتمر صحافي الاثنين الماضي: بما أن التهديدات لليابان والفيليبين ودول أخرى ذات تفكير مماثل هي في الأساس بحرية، حتى من الناحية الجغرافية كون اليابان دولة أرخبيلية ونحن كذلك، وفي المجال الجوي، فمن المعقول نظراً لعدم وجود حدود برية أن نتعامل مع المنطقة مسرحاً واحداً. وكان يشير إلى مفهوم استراتيجية الأمن التي اقترحتها اليابان على الولايات المتحدة من قبل وزير الدفاع الياباني جين ناكاتاني، والتي تقضي باعتبار بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي وشبه الجزيرة الكورية مسرحاً واحداً.

وفي تعليقها على ذلك، قالت وسائل إعلام صينية الخميس الماضي، إن الاستراتيجية ستتعامل مع بحر الصين الشرقي، وبحر الصين الجنوبي، باعتبارهما مسرحاً موحداً للعمليات في ظل تحالف الحلفاء الإقليميين ضد نفوذ بكين المتزايد. وهو التحوّل الذي ترى أنه يعكس التوافق المتزايد بين الحلفاء الإقليميين في مواجهة البصمة البحرية المتوسعة للصين.

ما هي خطة "المسرح الواحد"؟


تبلورت فكرة "المسرح الواحد" عندما اقترح وزير الدفاع الياباني جين ناكاتاني، على نظيره الأميركي بيت هيغسيث، خلال لقائهما في طوكيو في 30 مارس/آذار الماضي، خطة أمنية تتعامل مع بحر الصين الشرقي، وبحر الصين الجنوبي، وشبه الجزيرة الكورية والمناطق المحيطة بها باعتبارها مسرحاً واحداً، وهو مصطلح عسكري يُشير إلى المنطقة التي تُجرى فيها العمليات العسكرية في وقت الحرب. ونُقل عن ناكاتاني قوله لنظيره الأميركي خلال الاجتماع: تعتزم اليابان تعميق الشراكات من خلال اعتبار اليابان والولايات المتحدة وأستراليا والفيليبين وكوريا الجنوبية ودول أخرى مسرحاً واحداً. ولاقت الخطة ترحيباً أميركياً. وخلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، في وقت لاحق من ذلك اليوم، شدد هيغسيث على أهمية التعاون بين اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والفيليبين، مشيراً لأول مرة إلى مفهوم "المسرح الواحد".

ما تشونغ: من المبكر الحكم على مدى نجاح هذه الخطة في ظل التحولات التي تشهدها السياسة الخارجية الأميركية

مواجهة حشد عسكري غير مسبوق من جانب الصين

وسرعان ما عادت الخطة إلى الأضواء مجدداً في مؤتمر الأمن الرئيسي (حوار شانغريلا) الذي عقد في مايو/أيار الماضي في سنغافورة، حيث اجتمع رؤساء أركان الدفاع في بلدان ما يعرف بالفرقة المصغرة، لمناقشة مواجهة النزعة العسكرية العدوانية للصين. وفي كلمته الافتتاحية للقمة، أكد هيغسيث قدرة التحالف على إحلال السلام في ظل حشد عسكري غير مسبوق من جانب الصين. وأشاد بالكتلة باعتبارها الأكثر استراتيجية لإظهار الردع. وفي بيان مشترك صدر عقب المنتدى، أعرب رؤساء الدفاع عن قلقهم إزاء تصرفات بكين في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي.

يشار إلى أن الفرقة المصغرة التي تضم الدول المذكورة، تم تشكيلها العام الماضي، ولكن قبل ذلك، التقى رؤساء الأمن من أعضاء الفرقة لأول مرة في يونيو 2023 على هامش حوار شانغريلا، وسط المناوشات البحرية المستمرة بين بكين ومانيلا. كما قامت قواتهما الدفاعية أيضاً بأنشطة بحرية مشتركة في المنطقة الاقتصادية الخالصة للفيليبين في بحر الصين الجنوبي.

وأوضح المختص في شؤون بحر الصين الجنوبي، ما تشونغ (باحث في مركز لونغ مارش للدراسات الاستراتيجية)، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن خطة "المسرح الواحد" هي مفهوم جديد لاستراتيجية أمنية من شأنها أن توسّع بشكل كبير المنطقة الجغرافية التي يُمكن نشر قوات التحالف فيها لمواجهة التهديدات المحتملة من الصين. وبموجب الخطة، سيُطلب من اليابان والولايات المتحدة والدول ذات التوجهات المُماثلة تعزيز التعاون الدفاعي والتأهب الدائم لأي صدام عسكري. وأضاف أن مثل هذا الأنشطة هي امتداد لما يسمى بالتجمّع المصغر لدول التحالف، والذي يهدف إلى مواجهة نفوذ الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. لكنه لفت إلى أنه المبكر الحكم على مدى نجاح هذه الخطة في ظل التحولات التي تشهدها السياسة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب، خصوصاً ما يتصل بتطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط والتي استدعت تحريك حاملات الطائرات الأميركية من منطقة المحيطين إلى البحر الأحمر وحوض البحر الأبيض المتوسط لصد الهجمات الإيرانية على إسرائيل.

لي يانغ: مصطلح "المسرح الواحد" يشير إلى منطقة جغرافية يمكن أن تشهد معارك عسكرية برية وبحرية وجوية

من جهته، قال لي يانغ، الأستاذ في معهد تسيونغ كوان للدراسات والأبحاث ومقره هونغ كونغ، في حديث مع "العربي الجديد"، إن مصطلح "المسرح الواحد" يشير إلى منطقة جغرافية يمكن أن تشهد معارك عسكرية برية وبحرية وجوية. ورغم أن النطاق الجغرافي المحدد لفكرة مسرح العمليات التي طرحها وزير الدفاع الياباني غير واضحة، إلا أنها تضم بكل تأكيد بحري الصين الشرقي والجنوبي بالإضافة إلى شبه الجزيرة الكورية. وهذا بطبيعة الحال يفتح الباب أمام نشر قوات الولايات المتحدة في صراعات خارج شبه الجزيرة الكورية، بما في ذلك مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي. وأضاف أنه رغم أن هذه المناطق حيوية وتندرج ضمن استراتيجية الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي تسعى لاحتواء الصين بكفاءة أكبر، فإنها قد تشكل عبئاً إضافياً لا يتوافق مع توجهات ترامب الذي يسعى إلى تخفيف الأعباء عن القوات الأميركية وإسناد مهمة الدفاع للحلفاء عبر حثهم على زيادة الإنفاق العسكري وشراء المزيد من الأسلحة الأميركية.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows