
رحّبت المملكة المتحدة، اليوم الجمعة، بـ"تشديد" الشرطة الفرنسية أساليبها لصدّ المهاجرين في بحر المانش المتّجهين إلى إنكلترا على متن قوارب انطلاقاً من سواحل شمال فرنسا. وأظهرت لقطات بثّتها هيئة الإذاعة البريطانية اليوم، صُوّرت على أحد الشواطئ عناصر من الشرطة الفرنسية يتوجّهون في المياه الضحلة إلى قارب مطاطي يقلّ مهاجرين، من بينهم أطفال، ويعمدون إلى ثقبه بواسطة سكّين.
وقال متحدّث باسم رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر إنّ "ما شاهدناه هذا الصباح كان لحظة مهمّة"، مضيفاً "نرحّب بكيفية تصرّف الشرطة الفرنسية في المياه الضحلة، وما شهدتموه في الأسابيع الأخيرة هو تشديد في نهجها". وأوضح المتحدث: "نشهد استخدام أساليب جديدة لتعطيل هذه القوارب حتى قبل أن تبدأ رحلتها".
وأشار المتحدّث البريطاني نفسه إلى أنّ ما تعتمده فرنسا "قد يكون ذا تأثير كبير للحدّ من الأساليب التي تستخدمها هذه العصابات" من المهرّبين، "إلى جانب كلّ الأدوات الأخرى التي تستخدمها الحكومة" من أجل الحدّ من الهجرة غير النظامية.
وتضغط المملكة المتحدة على فرنسا لتعديل "مبدأ" تدخّل الشرطة والدرك في بحر المانش لاعتراض قوارب الأجرة حتى مسافة تصل إلى 300 متر من الشاطئ. تنقل هذه القوارب المهاجرين مباشرة إلى البحر لتجنّب عمليات التفتيش على الشاطئ.
وينصّ القانون البحري على قيام السلطات بعمليات الإنقاذ فقط لدى دخول القارب إلى مياه بحر المانش وعدم اعتراض المهاجرين، للحؤول دون غرقهم. وفي إبريل/ نيسان الماضي، شاهد مراسلو وكالة فرانس برس رجل شرطة فرنسياً في المياه يغرز سكّيناً في قارب وسط شتائم أطلقها مهاجر على وشك البكاء، لكنّ الأخير أبحر بعد ساعة على متن قارب آخر مكتظّ.
تجدر الإشارة إلى أنّه بضغط من اليمين المتطرّف، وعد رئيس الوزراء العمّالي كير ستارمر الذي تولّى السلطة قبل نحو عام، بـ"استعادة السيطرة على الحدود". ويأتي ذلك في حين أنّ نحو 20 ألف مهاجر عبروا بحر المانش في قوارب صغيرة من أوروبا في خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025، وهو رقم قياسي جديد. ويمثّل عدد المهاجرين المرصود زيادة بنحو 48% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. يُذكر أنّ رقماً قياسياً كان قد سُجّل في عام 2022 مع وصول 45 ألفاً و774 مهاجراً إلى المملكة المتحدة.
(فرانس برس، العربي الجديد)

Related News
