أماتو.. اللاعب السابق الذي يستخدم كرة القدم لتغيير حياة المحتجزين
Arab
1 week ago
share

اختار اللاعب السابق، ماورو أماتو (51 عاماً)، الذي دافع عن ألوان أندية: أتلتيكو توكومان وإستوديانتس دي لا بلاتا وإنستيتوتو في الأرجنتين، طريقاً مختلفاً بعد اعتزاله، بعيداً عن ضوضاء المنافسة الكروية المحترفة. وأدرك أماتو أن كرة القدم لم تعد تستهويه بالطريقة التقليدية، فغادر قطاع الناشئين في نادي إستوديانتس، بعدما لمس بُعداً إنسانياً أعمق، خلال زيارة شبان في معهد للقُصر، كانوا حينها محرومين من حريتهم.

وبحسب تقرير موقع قناة تي واي سي الأرجنتينية، أمس الخميس، فقد كانت تلك اللحظة حاسمة، بعد أن تواصل أماتو مع القائمين على المؤسسة، ومن هنا انطلقت فكرته: ورشة "كرة القدم والقيم"، التي ينفذها منذ عام ونصف العام، في مركز الاحتجاز الخاص بالقُصر "فرانسيسكو ليغارا" في مدينة لابلاتا الأرجنتينية. فخلال يومي الثلاثاء والخميس من كل أسبوع، ينظم أماتو تدريبات لـ 29 مراهقاً، أعمارهم من 16 عاماً فما فوق، ضمن مجموعتين، يزرع خلالها قيماً إنسانية واجتماعية عبر كرة القدم، يراها السبيل الأقوى للتواصل والتغيير.

وقال أماتو للمصدر ذاته: "تركت النظام الكروي التنافسي، لأنني لم أعد أستمتع بتكوين اللاعبين أرقاماً في مصنع. أريد تكوين بشر من خلال الكرة، وأنا لا أحكم على أحد، بل أستمع لهم وأتواصل مع إنسانيتهم، لا مع أحكامهم القضائية".

وفي البداية، سادت الفوضى والعنف التدريبات، مضيفاً: لا قوانين، ولا احترام للزملاء، ولا روح جماعية". لكن أماتو بدأ بزرع القواعد، قائلاً: "حدود الملعب، اللعب الجماعي، مفاهيم التمرير والانتقال والتحرك بدون كرة. وبعد عام ونصف العام، تحولت الفوضى إلى تنظيم، والعنف إلى تعاون، وصار الشبان يسجلون أهدافاً جماعية جميلة"، وهو ما يكافئ عليه أماتو بمنح "عصائر" رمزية لكل هدف جميل، باعتبارها نوعاً من التحفيز.

ورغم محدودية الموارد، حيث يلعب بعض الفتية حفاة أو بأحذية متهالكة، أطلق أماتو حملة لجمع التبرعات من الأحذية والكرات، لتوفير أبسط مقومات مشروعه الذي لا تدعمه أي مؤسسة، بل يقوم على التعاطف والنية الصادقة. وبيّن أماتو أن ما يحركه في هذا العمل هو الحب، مؤكداً: "العديد من هؤلاء الفتية لم يتلقوا حضناً أو دفئاً عائلياً، وأنا أقدم لهم ما فقدوه، بالكلمات، بالاستماع، بالتفهم، لا بالعقاب. هذه ليست مجرد ورشة كرة، بل ورشة لبناء الإنسان".

ولا يُعد أماتو غريباً عن القضايا الاجتماعية، إذ سبق أن عبّر عن مواقفه علناً خلال مسيرته. ففي عام 1999، حين كان لاعباً في أتلتيكو توكومان، سجل هدفاً ضد فريق غودوي كروز، واحتفل بإظهار قميص كتب عليه: "تحيا الأمهات"، دعمًا لأمهات المختفين قسرياً، في رسالة لم تُنشر وقتها، بسبب الرقابة السياسية تحت حكم حاكم ولاية توكومان الأرجنتينية، أنطونيو بوسي. وبهذا المشروع، يواصل أماتو السير على درب "الكرة من أجل التغيير"، حاملاً رسالة اجتماعية وإنسانية، في وجه واقع قاسٍ، وبإيمان لا يهتز أن الكرة يمكنها أن تصنع مستقبلاً أفضل.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows