مهرجان جرش: موعد مع عشر ليالٍ و37 بلداً
Arab
1 week ago
share

يعود مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته التاسعة والثلاثين، ليجدد موعده مع الجمهور بين 23 يوليو/تموز و2 أغسطس/آب 2025. ما بين أعمدة المسرح الجنوبي العتيق ومدرجاته الحجرية الرحبة، يتسع الجسد الثقافي الأردني ليحتضن أكثر من 235 فعالية فنية وأدبية وفكرية، تتوزع بين ريف عمّان الشمالي وإربد والزرقاء ومأدبا، في تجربة تتخطى حدود المدينة الأثرية لتغدو مهرجاناً وطنياً شاملاً.

يؤكد المدير التنفيذي للتظاهرة، أيمن سماوي، في حديث إلى "العربي الجديد"، أن المهرجان "يحافظ على امتدادٍ بين الماضي والحاضر، إذ نحتفي بتراث أجدادنا على خشبة المسرح الجنوبي، وفي الوقت نفسه نفتح أبواب الفنون الرقمية والمعاصرة في مسرح أرتميس المخصص للشباب". ويضيف سماوي أن مهرجان جرش "لا يُعد مجرد حدث موسمي عابر، بل يمثل شعلة ثقافية متجددة تجمع بين الأصالة والإبداع، وتربط تاريخ المدينة الأثرية بالحاضر المعاصر"، عبر خمسة مسارح رئيسية: من المسرح الجنوبي وحتى "أرتميس"، مروراً بالساحة الرئيسة، ومسرح الصوت والضوء، وشارع الأعمدة.

ويُقام المهرجان هذا العام تحت شعار: "هنا الأردن... ومجده مستمر". ويتابع سماوي: "جرش ليس قديماً فقط ولا معاصراً فحسب، بل هو احتفالٌ دائم يدمج الموروث بالفكر الجديد، وينطلق من عمّان إلى إربد والزرقاء ومأدبا وغيرها، ويعبر الحدود أيضاً باستضافة فرق فلكلورية من أكثر من 37 دولة".

يرسم سماوي ملامح استراتيجية التوسّع لهذا العام، مشيراً إلى أن المشاركة الأردنية في الفنون التقليدية (كالتشكيل والنحت والحرف اليدوية) فبلغت 100%، إلى جانب الفنون الموسيقية والمسرحية، بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين. أما البرنامج الفكري فيتضمن مؤتمرات فلسفية وسردية تبحث في "ذاكرة المكان" الأردني، فيما يتحوّل مسرحا "الشمالي" و"أرتميس" إلى منصّتين لعرض مواهب طلبة عشر جامعات أردنية، تأكيداً على أن الإبداع ينطلق من طاقات الشباب.

وفي الجانب الغنائي، يضيء سماوي على مشاركة نخبة من النجوم العرب على خشبة المسرح الجنوبي، بدءاً من عمر العبداللات في الافتتاح، مروراً بناصيف زيتون، وأحلام، وميادة الحناوي، ونور مهنا، وجوزيف عطية، وملحم زين، وخالد عبد الرحمن، ومحمد حماقي، وصولاً إلى أصالة نصري، معتبراً أن "هذه التوليفة تعبّر عن تنوّع الشارع العربي وتعدد ذائقته". كما يتخلل البرنامج مفاجآت فنية بمشاركة نداء شرارة وديانا كرزون وعيسى السقار.

في الركن الشمالي من المدينة الأثرية، ينبض مسرح "أرتميس" بعروض خيال الظل، وحكايات الجدّات، وورش الأطفال لتعلّم صناعة الدمى. هنا، سيتعلّم الطفل أن الفن ليس ترفاً، بل جسرٌ يصل القلب بالهوية، ويمنحه القدرة على التخيّل والابتكار.

أما في الساحة الرئيسة والمركز الثقافي الملكي، فتنتظم ندوات ومؤتمرات فكرية، من أبرزها: جائزة غالب هلسا للرواية، وملتقى تحولات السرد العربي في العصر الرقمي الذي يناقش أثر الذكاء الاصطناعي على الكتابة الإبداعية، بالإضافة إلى المؤتمر الفلسفي العربي الثالث عشر الذي يثير أسئلة حول الهوية والذاكرة والمواطنة، بمشاركة أكاديميين من عشرات الدول. وهذا كلّه يعكس التحوّل في موقع جرش من مهرجان إلى مختبر ثقافي يجمع الأفكار ويصوغ الأسئلة.

يُقام مهرجان جرش بشراكة بين وزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار وأمانة عمان الكبرى، إلى جانب نقابة الفنانين الأردنيين ورابطة الكتاب ومؤسسات المجتمع المدني. ويؤكد سماوي أن "جرش مشروع وطني جامع، لا يقتصر على الجهات الرسمية، بل تدعمه طاقات المجتمع ورؤى القطاع الخاص"، ما يمنحه عمقاً جغرافياً ورمزياً داخل الأردن وخارجه.

ولا تقتصر الفعاليات على المشاركة الأردنية والعربية، بل تشمل حضور فرق من الهند، والصين، وإسبانيا، والسودان، وجورجيا، والفيليبين وغيرها. هكذا تتحوّل المدينة الأثرية إلى ساحة مفتوحة للحوار الحضاري، حيث تتلاقى الثقافات في عرضٍ حي، يُغني الزوار بألوانه وأزيائه وإيقاعه. ويختم سماوي بالتأكيد أن هذا التوسع "يعكس نضج التجربة الثقافية الأردنية، ويضع جرش على خارطة التبادل الفني بين تراث الشرق وحداثة العالم".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows