
تحوّلت صورة السائق البريطاني، لويس هاميلتون (40 عاماً)، على شاشة المراقبة، وهو يهزّ رأسه، خيبةً بعد نهاية سباق النمسا، إلى تعبير دقيق عن حال فريق فيراري هذا الموسم. الفريق الذي بدأ عام 2025 بأحلام كبيرة في المنافسة على بطولة العالم، وجد نفسه أمام واقع مرير يتمثل في ضعف أداء سيارته مقارنة بمنافسيه، خاصة "ماكلارين" و"مرسيدس".
ورغم التحديثات التقنية، خصوصاً في الأرضية، التي جُرّبت لأول مرة في النمسا، بقي "فيراري" عاجزاً عن تقليص الفجوة مع فرق القمة، لتتجه الأنظار الآن نحو موسم 2026، حين تدخل لوائح تقنية جديدة حيّز التنفيذ. ويدرك هاميلتون، الساعي للقب عالمي ثامن، أن السباق نحو المستقبل يبدأ الآن، وأن التأخير في التطوير سيُقصي الفريق من المنافسة لسنوات مقبلة.
ورغم الغموض المحيط بمصير المدير الفني، فريدريك فاسور (57 عاماً)، وغيابه عن السباق الأخير، بدأت ملامح ثورة داخلية يقودها هاميلتون، بالتعاون مع المدير التقني، لويس سيرا، بهدف تحسين الأداء الفني للسيارة، خصوصاً على مستوى نظام التعليق، أحد العناصر الحيوية في توازن السيارة، وتحقيق أقصى استفادة من القوة السفلية، وفقاً لتقرير صحيفة لاغازيتا ديلو سبور الإيطالية، أمس الأربعاء.
ومن المتوقع أن تكون المهمة صعبة، رغم خبرة هاميلتون، التي اكتسبها عبر 18 موسماً في "فورمولا 1"، لم ينجح حتى الآن في إحداث التغيير المرجو. ورغم تمتعه بعقد يمتد لعامين، مع خيار تمديد لعام إضافي حتى 2027، بات مستقبله في "فيراري" مرهوناً بمدى التطور المنتظر في الموسم المقبل، إذ ألمح في أكثر من مناسبة إلى إمكانية اعتزاله، حال استمرار تراجع الفريق.
وتزداد الشكوك مع تأخر الجدول الزمني للتحديثات، إذ لن يتم إدخال نظام التعليق الخلفي الجديد، قبل سباق سبا فرانكورشان، إلى جانب فشل الفريق في استقطاب أسماء تقنية كبيرة، مثل أدريان نيوي وبيير واشي، وهو ما يضع سيرا في موقف معقّد، كونه لم يُشرف سابقاً على مشروع سيارة كاملة.
ورغم التوترات التكتيكية بين هاميلتون وزميله الفرنسي، شارل لوكلير (27 عاماً)، لا تزال العلاقة بينهما جيدة، ويوحّدهما هدف مشترك: رؤية "فيراري" يعود للفوز. وبينما تتحدث التقارير عن تفوّق "مرسيدس" في تطوير المحرك الهجين الجديد، يبدو "فيراري" في حاجة إلى تغيير عميق قبل حلول 2026.. فهل ينجح هاميلتون في إعادة إشعال شرارة الحلم الأحمر؟

Related News

