
تسببت الظروف المناخية القاسية التي تشهدها بطولة كأس العالم للأندية المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، في دق جرس الإنذار مبكراً، وذلك قبل عام واحد على إقامة نهائيات مونديال المنتخبات، إذ أجبرت الحرارة المرتفعة والعواصف الرعدية التي أوقفت عدة مباريات، عدداً من اللاعبين والمدربين على إطلاق تحذيرات وشكاوى قوية، لتدفع هذه المؤشرات خبراء ومتخصصين إلى دعوة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، من أجل إعادة النظر في توقيت المباريات، بل حتى التفكير في إقامة نهائي كأس العالم 2026 في تمام الساعة التاسعة صباحاً، تفادياً لعواقب صحية خطيرة.
وفي هذا الصدد، تحدّث البروفيسور مايك تيبتون، من جامعة بورتسموث البريطانية، وهو متخصص رائد في تأثير درجات الحرارة المرتفعة على جسم الإنسان، في تصريحات أبرزتها صحيفة ليكيب الفرنسية، أمس الثلاثاء، عن كيفية تعامل "فيفا" مع موجات الحر التي قد تضرب مونديال 2026 في العام المقبل، وقال تيبتون إنه أصيب بالدهشة من الظروف المناخية القاسية التي تعرّض لها اللاعبون خلال بعض مباريات كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة، والتي تكرّس حجم التهديد الذي قد يواجه بطولة كأس العالم القادمة، ولا سيما أنها ستُقام في التوقيت نفسه داخل الولايات المتحدة الأميركية، بالشراكة مع كندا والمكسيك.
ويرى تيبتون أنه كان من الأفضل تنظيم البطولة في فترة أكثر برودة من السنة، كما حدث في قطر عام 2022، لكن بما أن التواريخ حُدّدت مسبقاً، فمن الأفضل اختيار أوقات أكثر برودة خلال اليوم، لتقليل آثار الحرارة على اللاعبين والجماهير، ليضيف في هذا الشأن قوله: "لو كان الأمر بيدي، لنقلت المباراة إلى ملعب مكيّف ومغطى، ويُفضل أن تُلعب في وقت أبرد من العام، لكننا عالقون في هذا الواقع، والحل الوحيد هو اختيار توقيت أبرد خلال اليوم. من منظور فيزيولوجي حراري، ومن أجل الصحة والأداء، أنصح ببدء المباريات في أبكر وقت ممكن، رغم إدراكي للصعوبات اللوجستية المرتبطة بجلب عشرات الآلاف من الجماهير في هذا التوقيت المبكر".
وأوضح تيبتون أن من غير المستبعد أن تشهد المباريات تحولاً إلى نظام الأشواط الأربعة بدلاً من شوطين فقط، ليتابع تصريحاته قائلاً: "المخاطر الصحية لا تطاول اللاعبين فقط، بل تمتد إلى الحكام والمشجعين، الذين غالباً ما تكون لياقتهم البدنية أقل بكثير، إذا واصلنا اللعب رغم كل البيانات العلمية التي تنادي بالتوقف، فالمسؤولية ستكون جسيمة على المنظمين، يجب على فيفا التفكير في مكان تنظيم مثل هذه المباريات وتوقيته وطريقته، ومن غير المستبعد أن نشهد تحولاً إلى نظام الأشواط الأربعة بدلاً من شوطين فقط".
ومن المنتظر أن تُعلن مواعيد انطلاق مباريات مونديال 2026 بعد قرعة ديسمبر/كانون الأول المقبل، لكن ذكرت مصادر لصحيفة بي بي سي سبورت البريطانية، أن المباريات في المنطقة الزمنية الشرقية قد تُقام عند الظهر، والثالثة عصراً، والسادسة مساءً، والتاسعة ليلاً بالتوقيت المحلي، مع مراعاة الجماهير ومتطلبات البث التلفزيوني والرعاة، غير أن هذه الجداول الزمنية قد تعمّق التحديات المرتبطة بدرجات الحرارة المرتفعة، ما يفتح الباب واسعاً أمام احتمالية فرض مزيد من الضغوط لتعديل الجدول الزمني، حماية لصحة الجميع.

Related News

