سويسرا تأمر بحلّ فرع "مؤسسة غزة" بعد تحقيق لـ"العربي الجديد"
Arab
1 week ago
share

أعلنت سويسرا، اليوم الأربعاء، عن نيّتها حلّ فرع مؤسسة غزّة الإنسانية المسجّل في جنيف، إذ إن هذه الهيئة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل والتي تندّد بعملها الأمم المتحدة ومنظمات أخرى ليس لديها ممثل أو عنوان في البلد، والفرع المسجّل في جنيف تابع لمؤسسة غزة الإنسانية التي تتّخذ من ديلاوير في الولايات المتحدة مقرّا لها. وجاء إعلان سويسرا بعد تحقيق أجراه "العربي الجديد" تتبّع فيه نشاط المؤسّسة وفروعها في جنيف والولايات المتحدة، وسيرة المسؤول عنها وهو مسؤول استخبارات أميركي يدعى فيليب رايلي، وقد أكّدت وزارة الخارجية السويسرية ردّاً على استفسارات من التحقيق أن تقييم هيئة الرقابة أظهر أن "الفرع السويسري لمؤسسة غزّة لا يفي حالياً بالعديد من الالتزامات القانونية"، قبل أن تأمر السلطات اليوم بحلّ فرع المؤسسة في البلاد.

ونشرت السلطة اليدرالية السويسرية للرقابة على الشركات، الأربعاء، في الجريدة الرسمية للتجارة "نداء للدائنين إثر تصفية المؤسسة المسجّلة في جنيف" وهي "قد تأمر بحلّ المؤسسة إذا لم يتقدّم أيّ دائن منها خلال مهلة 30 يوما المنصوص عليها في القانون"، وفق ما أفادت وزارة الداخلية الفيدرالية وكالة فرانس برس. وأكّدت "مؤسسة غزة الإنسانية من جهتها، أنها لم تزاول قطّ نشاطا في سويسرا بصفتها المؤسسية وهي تنوي حلّ الفرع المسجّل في جنيف"، بحسب الهيئة الرقابية.

وترفض وكالات الأمم المتحدة وأغلبية المنظمات الإنسانية العاملة في غزة التعاون مع هذه المؤسسة، مع التشكيك في آليات عملها ومبادئها. ومنذ افتتاحها نقاط توزيع للمواد الغذائية في مايو/أيار في غزة، استشهد مئات الفلسطينيين بنيران إسرائيلية وهم ينتظرون الحصول على ما يسدّ رمقهم في هذه المواقع. وطالبت السلطة الفيدرالية السويسرية للرقابة على الشركات المؤسسة بتوضيح الوضع حتّى نهاية يونيو/حزيران الفائت، "نظرا إلى أنها لا تحترم بعض التزاماتها القانونية".

وكانت وزارة الخارجية السويسرية، قد أكدت في رسالة لـ"العربي الجديد" قبل أيام أن "مؤسسة غزة الإنسانية تأسست في فبراير 2025 ومقرها ولاية ديلاوير الأميركية، ولها فرع في سويسرا سجل في جنيف في 12 فبراير يخضع رسمياً لإشراف الهيئة الفيدرالية السويسرية للرقابة على المؤسسات (EAS) باعتبارها مؤسسة خاصة بموجب القانون السويسري".

وأوضحت الخارجية أن تقييم هيئة الرقابة أظهر أن "الفرع السويسري لا يفي حالياً بالعديد من الالتزامات القانونية، إذ إنه لا يوجد عضو له حق التوقيع يقيم في سويسرا، إضافة إلى أنه ليس لها عنوان أو حساب مصرفي أو مدقق حسابات في البلاد، أو الحد الأدنى من ثلاثة أعضاء في مجلس إدارتها". وأوضحت أنه بناء على ذلك، ترى الوكالة أن "المؤسسة السويسرية لم تبدأ نشاطها بعد، وهي غير نشطة"، مضيفة أنه جرى إبلاغ المؤسسة بالمتطلبات القانونية.

وبعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، نشط مسؤول سابق استخباراتي أميركي مخضرم شارك في حرب أفغانستان، يدعى فيليب رايلي، محاولاً استغلال أزمة الفلسطينيين في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي الذي كان في ذروته، وتحويل مأساتهم إلى "غنيمة" يحقق من خلالها الأرباح المالية، لكنه في الوقت نفسه يضمن تحقيق أهداف إسرائيل في القطاع، ليبدأ بعد ذلك بأشهر العمل يداً بيد مع مسؤولين في إسرائيل ومع أجهزتها الأمنية، ليتمخض عن هذا التعاون حصر توزيع المساعدات بشركته التي حملت اسم "مؤسسة غزة الإنسانية" في القطاع وعسكرتها، عبر تحويل مراكز توزيع فتات المساعدات، التي يسعى الفلسطينيون للحصول عليها يومياً في ظل المجاعة ومنع وكالات الأمم المتحدة الإغاثية من أداء مهامها، إلى مصائد موت يُقتل فيها المدنيون يومياً. لكن "مؤسسة غزة الإنسانية" ليست الوحيدة التابعة له والتي توجد في القطاع.

وكشف تتبع "العربي الجديد" أن فيليب رايلي هو المهندس الرئيسي الرابط أو الذي لديه صلات بين خمس شركات أسست للوضع الحالي في غزة، وهي شركات المقاولات العسكرية "سيف ريتش سوليوشنز" safe reach solutions التي أسسها في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، و"يو جيه سوليوشنز" التي عمل فيها سابقاً والتي تبين أوائل 2024 إرسالها عناصر أمنيين لإدارة نقاط التفتيش عند وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرئيل، وشركة "بوسطن" للاستشارات التي كان مسؤولاً كبيراً فيها وهي التي وضعت الهيكل لمؤسسة غزة الإنسانية، وشركة "تو أوشن ترست" التي تعمل من الباطن لتأسيس الشركات الأمنية وتولت تأسيس شركتي سيف ريتش سوليوشنز ويو جيه سوليوشنز في أميركا.

كما تكشف التفاصيل التي حصل عليها "العربي الجديد" أن مؤسسة غزة الإنسانية ما هي إلا نموذج بُنيَ من الباطن، لضمان استمرار شركة أمنية، وهي "سيف ريتش سوليوشنز" التي أسسها رايلي وتعمل لخدمة إسرائيل وبدأ عملها في القطاع مع بدء وقف إطلاق النار في غزة، وهي تضم عناصر استخبارات وعسكريين سابقين، على غرار شركة "بلاك ووتر" التي تورطت في قتل مدنيين في بغداد في عام 2007 قبل أن يصدر الرئيس دونالد ترامب لاحقاً قراراً بالعفو عنهم. وبوشر الإعداد لمؤسسة غزة الإنسانية منذ عام 2024، وذلك طبقاً لمعلومات ذكرها متحدث باسم مجموعة "بوسطن" للاستشارات لشبكة "سي أن أن" من دون ذكر اسمه التي صممت هيكل عمل المجموعة والتي عمل فيها فيليب رايلي في منصب كبير آنذاك.

وأمس الثلاثاء، دعت 171 منظمة غير حكومية إلى إنهاء نشاط "مؤسسة غزّة الإنسانية" وتفكيك منظومة توزيع المساعدات الغذائية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في غزة، بسبب مخاوف من أنها تعرض المدنيين لخطر الموت والإصابة. ومن بين المنظمات الموقعة على البيان منظمة أوكسفام وأطباء بلا حدود وهيئة إنقاذ الطفولة والمجلس النرويجي للاجئين ومنظمة العفو الدولية.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows