دعوات لإقالة عضو في مجلس إدارة "بي بي سي" متهم بالانحياز لإسرائيل
Arab
1 week ago
share

طالب أكثر من 400 صحافي وفنان وشخصية إعلامية بارزة، من بينهم ميريام مارغوليس وأليكسي سايل وجولييت ستيفنسون ومايك لي، إدارة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بإقالة عضو مجلس إدارتها روبي غيب، على خلفية اتهامات بتضارب مصالح في ما يتعلق بتغطية الشؤون الفلسطينية.

تأتي هذه المطالبة في رسالة مفتوحة وُجّهت عشية عرض القناة الرابعة البريطانية لـ"غزة: أطباء تحت الهجوم"، وهو فيلم وثائقي كانت "بي بي سي" كلفت بإنتاجه ثم قررت وقف عرضه، متذرعةً بأنه "يخاطر بخلق انطباع بالتحيّز". واعتبرت الرسالة أن هذا القرار "يُظهر مجدداً أن بي بي سي لا تُغطي أخبار إسرائيل من دون خوف أو محاباة".

الرسالة وقّعها 107 صحافيين من داخل المؤسسة من دون الكشف عن هوياتهم، وضمّت أيضاً توقيع الممثل خالد عبد الله، والممثلة زاوي أشتون، والمحامية والكاتبة شولا موس-شوغباميمو، والمؤرخ ويليام دالريمبل، الذين أعربوا جميعاً عن قلقهم من "القرارات التحريرية الغامضة والرقابة على تغطية الشأن الفلسطيني/الإسرائيلي". واتهم الموقّعون "بي بي سي" بأنها "مشلولة بسبب الخوف من أن تُتهم بانتقاد الحكومة الإسرائيلية"، وأشاروا إلى "الطريقة غير المتسقة لتطبيق الإرشادات التحريرية"، مُسلّطين الضوء على دور روبي غيب، بصفته عضواً في مجلس الإدارة ولجنة معايير التحرير، وقالوا: "نشعر بالقلق من أن يكون لشخص وثيق الصلة بصحيفة جويش كرونيكل رأيٌ في القرارات التحريرية لبي بي سي، بما في ذلك قرار عدم بثّ وثائقي غزة: مسعفون تحت النار".

يُذكر أن غيب هو مستشار سابق لرئيسة الحكومة البريطانية السابقة تيريزا ماي في مجال العلاقات العامة، والرئيس السابق للفريق السياسي في "بي بي سي" في وستمنستر. كما قاد عام 2020 الائتلاف التجاري الذي اشترى صحيفة جويش كرونيكل، المعروفة بترويجها للبروباغندا الإسرائيلية، وظلّ مديراً لشركة جويش كرونيكل ميديا حتى أغسطس/آب 2024.

وورد في الرسالة: "بالنسبة للكثيرين منا، أُحبطت جهودنا بسبب قرارات غامضة اتُخذت على مستويات عليا في بي بي سي من دون مناقشة أو تفسير. إن إخفاقاتنا تؤثر على الجمهور. كمؤسسة، لم يُقدم لنا أي تحليل ذي مغزى لتورّط الحكومة البريطانية في الحرب على الفلسطينيين. ولم نبلغ عن مبيعات الأسلحة أو آثارها القانونية، بل قام منافسو بي بي سي بنشر هذه القصص". واتهمت الرسالة غيب بوجود "تضارب في المصالح" لديه، مما "يُبرز ازدواجية المعايير في التعامل مع موظفي بي بي سي الذين عانوا هم أنفسهم من الرقابة باسم الحياد". وأوضحت أن "بعض الموظفين اتُّهموا بامتلاك أجندة خاصة لمجرد نشرهم مقالات على وسائل التواصل تنتقد الحكومة الإسرائيلية، بينما لا يزال غيب يشغل منصباً مؤثراً مع قليل من الشفافية، على الرغم من أن ميوله الأيديولوجية معروفة. لم تعد بإمكاننا مطالبة دافعي رسوم الترخيص بتجاهل ولاءات غيب الأيديولوجية".

وجاء في الرسالة أيضاً: "في كثير من الأحيان، يُنظر إلى هيئة الإذاعة البريطانية على أنها تقوم بدور العلاقات العامة للحكومة والجيش الإسرائيليين. يجب أن يكون هذا مصدر عار وقلق كبير للجميع في بي بي سي".

وخلصت الرسالة إلى القول: "نحن، الموقعين أدناه من موظفي بي بي سي، والصحافيين المستقلين، والشخصيات العامة، نشعر بقلق بالغ من استمرار افتقار تقارير بي بي سي حول إسرائيل وفلسطين إلى المعايير التي يتوقعها جمهورنا. نعتقد أن دور روبي غيب، سواء في مجلس الإدارة أو في لجنة المعايير التحريرية، غير مقبول. وندعو بي بي سي إلى بذل جهد أكبر لخدمة جمهورنا، وترسيخ قيمنا في الحياد والصدق والتغطية الصحافية من دون خوف أو محاباة".

وفي رد رسمي، قال متحدّث باسم "بي بي سي": "النقاشات الجادة بين فرقنا التحريرية جزء أساسي من العملية الصحافية. نحن نجري مناقشات مستمرة حول التغطية ونستمع إلى آراء موظفينا، ونعتقد أن من الأفضل أن تُجرى هذه النقاشات داخلياً. في ما يتعلق بتغطيتنا لغزة، فإن بي بي سي تلتزم التزاماً تاماً بالحياد، وقد قدمت تغطية شاملة وفعالة من المنطقة، بما يشمل الأخبار العاجلة والتحليلات والتحقيقات، إلى جانب أفلام وثائقية حائزة على جوائز مثل الحياة والموت في غزة وغزة 101".

وكانت صحيفة ذا غارديان قد كشفت عن تفاصيل اجتماع رقمي عُقد بين موظفي بي بي سي والمدير العام تيم ديفي قبل أيام، عكس فيه العاملون استياءهم من سياسة المؤسسة تجاه تغطية القضية الفلسطينية. وبحسب الصحيفة، ركزت غالبية الأسئلة على قرار الهيئة بعدم عرض الفيلم الوثائقي حول المسعفين في غزة، وليس على قضايا الرواتب أو الشؤون التشغيلية. وقال أحد الموظفين لديفي: "إن انعدام الشفافية بشأن هذه القرارات أمر مقلق للغاية"، فيما تساءل آخر: "هل تعلم أن هذا التأخير أضرّ بسمعة بي بي سي وقدرتها على سرد قصص فلسطين؟".

وللمفارقة، فإن "بي بي سي" تواجه حالياً انتقادات أيضاً من مؤيدي الاحتلال الإسرائيلي، بعد بثها السبت الماضي حفلة مباشرة لفرقة "بوب فيلان" خلال مهرجان غلاستونبري، قاد مغنيها الجمهور إلى ترديد هتافات سياسية حادّة ضد الجيش الإسرائيلي، من بينها "الموت للجيش الإسرائيلي"، وهو ما أثار عاصفة انتقادات من سياسيين بريطانيين، والحاخام الأكبر، وحتى من واشنطن التي ألغت تأشيرات الفرقة، وألمانيا التي ألغت عرضاً للفرقة كان مقرراً في سبتمبر/أيلول المقبل. وبينما حاولت "بي بي سي" احتواء الموقف ببيان اعتذاري، أكدت أن البث "لم يكن ينبغي أن يستمر"، إلا أن الجدل لم يتوقف، بل دفع بهيئة "أوفكوم" إلى فتح تحقيق عاجل، وسط اتهامات بأن الهيئة سمحت بخطاب كراهية على شاشاتها.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows