في خطوة قضائية عاجلة تأتي في أعقاب واحدة من أبشع كوارث الطرق التي شهدتها مصر خلال الأعوام الأخيرة، حدّدت المحكمة المختصة جلسة الثامن من يوليو/تموز الجاري لبدء أولى جلسات محاكمة سائق ومالك السيارة النقل المتسببة في حادث التصادم المروّع الذي وقع أعلى الطريق الإقليمي في نطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية شمال القاهرة الجمعة الماضية.

أودى الحادث بحياة 18 فتاة من العاملات باليومية، وسائق وأصاب اثنين آخرين بإصابات بالغة، وسط مشهد مأساوي خلّف صدمة وحزنًا واسعَين في الشارع المصري. أصدرت النيابة العامة بيانا رسمياً أكدت فيه إحالة كل من السائق ومالك السيارة إلى محكمة الجنايات، بعد ثبوت مسؤولية السائق عن الحادث بشكل مباشر، وتعاطيه مادتين مخدرتين هما الحشيش والميثامفيتامين، في وقتٍ كان يقود المركبة عكس الاتجاه، وعلى طريق سريع، وبترخيص لا يخوّله قيادة هذا النوع من المركبات، ما جعله في حالة يُحتمل منها الخطر، وأفضت بالفعل إلى وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة.

أسندت النيابة إلى السائق المتهم ارتكابه جرائم القتل الخطأ، والإصابة الخطأ، والإتلاف العمدي لممتلكات الغير، فضلًا عن السير عكس الاتجاه والقيادة تحت تأثير المخدرات، ما أسفر عن وقوع الحادث الذي أزهق الأرواح وخلّف مصابين بحالة حرجة. وُجّهت إلى مالك السيارة اتهامات لسماحه للسائق بقيادة المركبة رغم علمه اليقيني بعدم امتلاكه رخصة قيادة صالحة، بما يجعله –بحسب التحقيقات– شريكا غير مباشر في الجريمة، ويحمّله المسؤولية القانونية الكاملة عن التبعات المأساوية التي وقعت.

وأكدت النيابة أن السائق حاول تجاوز مركبة أمامه بالسير عمدا في الاتجاه المعاكس، متجاوزا الحاجز الفاصل بين اتجاهي الطريق، وذلك أثناء كونه تحت تأثير المخدر، وهو ما أدى إلى اصطدام مباشر بين سيارته للنقل الثقيل وحافلة صغيرة "ميكروباص" تقلّ عاملات باليومية، كن في طريقهن إلى العمل.

وفقاً لتحقيقات النيابة، فقد وقع الحادث من جراء تصادم مباشر وعنيف بين شاحنة نقل ثقيل يقودها المتهم، وحافلة ميكروباص كانت تقلّ عشرات من العاملات، وذلك أثناء سير السيارة النقل بسرعة مفرطة على الطريق الإقليمي. وقد أدى التصادم العنيف إلى تحطم المركبتين بالكامل، وسقوط عدد كبير من الضحايا في الحال، وسط حالة من الفوضى والذعر في محيط الحادث.

استمعت النيابة خلال التحقيقات إلى شهادات ناجين من الحادث، وعدد من شهود العيان الذين كانوا في موقع التصادم، حيث تطابقت الروايات حول "السرعة الجنونية" التي كانت تسير بها سيارة النقل، وكيف أن السائق "لم يحاول التوقف أو تفادي الميكروباص"، بل اخترق الطريق المعاكس بشكل صادم، ما أدى إلى وقوع التصادم المباشر خلال ثوانٍ.