أصدر الاتحاد الجزائري لكرة القدم عدداً من القرارات الحاسمة، عقب الاجتماع الاستثنائي، الذي عقده المكتب التنفيذي بمقرّ الهيئة الكروية في العاصمة، يوم الاثنين، الذي خُصّص بالكامل لمناقشة تداعيات الفاجعة، التي شهدها
ملعب 5 يوليو الأولمبي، وأسفرت عن وفاة أربعة مشجعين وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، خلال مباراة تتويج نادي مولودية الجزائر بلقب الدوري المحلي أمام نجم مقرة، الأسبوع الماضي.
وحصل "العربي الجديد" على معلومات من مصدره بالاتحاد الجزائري لكرة القدم، الذي فضّل عدم ذكر هويته، تُفيد بأن الاجتماع بدأ بالوقوف دقيقة حداداً، ترحماً على أرواح الضحايا، قبل الدخول في مناقشة النقاط الجوهرية المدرجة على جدول الأعمال، وفي مقدّمتها تعزيز إجراءات السلامة داخل الملاعب الجزائرية، وضمان التنظيم المحكم للمباريات، تفادياً لتكرار مثل هذه الكوارث. وفي هذا الإطار، أقرّ المكتب التنفيذي تقليص الطاقة الاستيعابية لجميع الملاعب إلى 25% فقط من سعتها الرسمية، تدبيراً احترازياً مؤقتاً إلى غاية استكمال التحقيقات الجارية، وإعادة تقييم جهوزية المنشآت.
وأفادت المعلومات نفسها بأن قرار تقليص الطاقة الاستيعابية سيدخل حيّز التنفيذ، انطلاقاً من الموسم الجديد، إلى جانب تمديد قرار منع تنقل الجماهير خلال مباريات الدوري الجزائري، وهو الإجراء الذي سيبقى سارياً إلى غاية نهاية مرحلة الذهاب من موسم 2025-2026، كما قرر الاتحاد الجزائري لكرة القدم متابعة عملية تهيئة الملاعب وتجهيزها عن كثب، بما يتماشى مع معايير السلامة الدولية، إلى جانب تأهيل المنشآت الرياضية، لضمان تنظيم المباريات في أفضل الظروف، وتفادي تسجيل حوادث مشابهة مستقبلاً.
وشدّد الاتحاد الجزائري كذلك على أهمية التنسيق المستمر مع الهيئات الأمنية ومصالح الدولة، من أجل إقامة المباريات في بيئة رياضية آمنة تليق بسمعة الكرة الجزائرية، وتحمي سلامة الجماهير، كما أكّدت هيئة الرئيس وليد صادي (45 عاماً) عزمها مواصلة العمل مع جميع الأطراف المعنية لاتخاذ مزيد من الإجراءات الوقائية مستقبلاً، بما يضمن تفادي تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية، التي هزّت الوسط الرياضي، وأثارت حالة من القلق لدى عشاق الكرة المستديرة في البلاد.