
أقر مسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، بإطلاق النار على طالبي المساعدات عند نقاط التوزيع في قطاع غزة، بما في ذلك بنيران المدفعية، من دون أن يشكلوا أي خطر على القوات الإسرائيلية. جاء ذلك في معرض تعليقهم على تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية نشر الجمعة، تضمن شهادات لجنود وضباط إسرائيليين أكدوا تلقيهم تعليمات بإطلاق النار على الفلسطينيين المجوعين قرب مراكز توزيع المساعدات في غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش، لم تسمهم، أن حوادث وقعت في غزة أسفرت عن استشهاد مدنيين من جراء نيران مدفعية بزعم أنها "غير دقيقة وغير مدروسة". وأوضحوا أن أخطر تلك الحوادث التي أُطلقت فيها قذائف مدفعية باتجاه المدنيين أسفرت عن إصابة ما بين 30 و40 شخصاً، بعضهم فارق الحياة، وفق هآرتس. وادعى هؤلاء أن "إطلاق النار كان يهدف إلى الحفاظ على النظام عند نقاط توزيع الغذاء". ورغم المجازر الإسرائيلية اليومية بحق المجوعين، زعم المسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الجيش يعمل حالياً بطرق مختلفة لتجنب ذلك".
كما زعم المسؤولون في قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، وفق ما أوردته صحيفة "هآرتس"، أنه "لا توجد حالياً مجاعة في قطاع غزة، وأن السكان هناك راضون نسبياً عن طريقة توزيع الغذاء". وادعوا بأن "معظم الغذاء الذي يدخل عبر القوافل يُنهب من قِبل العشائر" بسبب ما قالوا إنه "فقدان حماس السيطرة على مناطق واسعة". كما كشف هؤلاء أن "الجيش لا يتدخل لمنع نهب القوافل"، مشيراً إلى أن "مسؤوليته تقتصر على ضمان دخول المساعدات إلى داخل القطاع، وليس إيصالها إلى نقاط التوزيع"، وفق الصحيفة.
وتزداد الأزمة الاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة تعقيداً في ظل الحصار المتواصل ومنع إدخال المساعدات منذ الثاني من مارس/آذار 2025، حيث فاقم غياب العدالة في توزيع المساعدات معاناة أكثر من مليوني نسمة يعيشون في واحدة من أسوأ الكوارث العالمية. ومنذ أكثر من شهر، شرعت سلطات الاحتلال، بالشراكة مع إحدى الشركات الأميركية، في افتتاح مراكز لتوزيع المساعدات قرب نقاط انتشار الجيش الإسرائيلي في جنوب القطاع ووسطه، لكن هذه المراكز تحوّلت إلى مصائد موت، حيث استشهد أكثر من 500 مواطن وأصيب العشرات أثناء محاولاتهم الوصول إلى الغذاء.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة التي تدعمها واشنطن أكثر من 190 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
(الأناضول، العربي الجديد)

Related News
