
كان الفوز الذي حققه الترجي التونسي، صبيحة اليوم، ضد نادي لوس أنجليس الأميركي، في الجولة الثانية من المجموعة الرابعة لكأس العالم للأندية، الحدث الأبرز للأندية العربية والأفريقية المشاركة في البطولة، بعد فوز ماميلودي صن داونز في خرجته الأولى أمام أولسان الكوري.
كما كان تألق الدولي الجزائري يوسف بلايلي مثيراً، بفضل موهبته ومهاراته التي سمحت له بالتتويج بجائزة أفضل لاعب، بعد تسجيله هدف الفوز التاريخي، لكن تلقيه البطاقة الصفراء الثانية في البطولة يحرمه من المشاركة في اللقاء الثالث ضد تشلسي الإنكليزي ومواصلة المغامرة العالمية رفقة حامل لقبي الدوري والكأس في تونس، الذي عاد إلى صفوفه للمرة الثالثة في مشواره الكروي ليصنع أجمل صفحات تاريخه كل مرة، ويبدع كما لم يفعل مع أي نادٍ آخر لعب له في مشواره.
لعب الترجي مباراة كبيرة من كل الجوانب في مواجهة نادي لوس أنجليس الأميركي، وتقدّم في النتيجة قبل نهايتها بعشرين دقيقة، وأنقذ فيها حارسه بشير بن سعيد فريقه من هدف التعادل في الأنفاس الأخيرة عندما صد ركلة جزاء سمحت للفريق التونسي بتحقيق الفوز بقيادة مدربه ماهر الكنزاري، الذي دخل مونديال الأندية من دون صفقات جديدة تدعم صفوف فريقه، ودون تحضير خاص بسبب ضيق الوقت، ومع ذلك ترك في ظرف وجيز بصمته على المجموعة رغم خسارته المباراة الأولى أمام فلامينغو البرازيلي، الذي كان أقوى مثل غيره من أندية أميركا الجنوبية المدعمة بجماهيرها الغفيرة، التي غزت مدرجات ملاعب البطولة بحكم قربها من مسرح البطولة.
وبعد أن كان يوسف بلايلي أحد أفضل اللاعبين في مواجهة فلامينغو البرازيلي الأولى، توج بجائزة أفضل لاعب في مواجهة لوس أنجليس إثر تسجيله هدف الفوز، وكان أكثر لاعب صناعةً للفرص، وأكثر لاعب نجاحاً في المراوغات، وتفوق في الصراعات الثنائية بشكل ملفت رغم النقص البدني الذي ظهر عليه في نهاية المباراة، لكن مهاراته وجرأته وقدراته الفنية صنعت الفارق، وفي الوقت نفسه أعادت إلى أذهان التونسيين والجزائريين مسيرة لاعب فنان كان يمكن أن يكون مشواره الاحترافي أفضل وأجمل لولا المشاكل التي عاشها مع محيطه وفي الأندية التي لعب لها، وعدم الاستقرار الذي عاشه، رغم إمكاناته الفنية الكبيرة التي تجعل منه أحد أفضل اللاعبين الأفارقة والعرب.
وأمسى الترجي التونسي أول فريق عربي في التاريخ يحقق انتصاراً في كأس العالم للأندية بالصيغة الجديدة، وثاني فريق يسجل هدفاً بعد الهلال السعودي، وصار يوسف بلايلي أول لاعب عربي يسجل هدفاً في المسابقة ذاتها، لكن غيابه عن مواجهة تشلسي سيلقي بظلاله على مردود الفريق أمام بطل كأس دوري المؤتمرات لهذا الموسم، الذي خسر مباراته الثانية أمام فلامينغو البرازيلي بثلاثة لواحد، في بطولة لم تكشف سوى عن تفوق وتألق أندية أميركا الجنوبية، التي لم تخسر في المباريات التسع التي لعبتها لحد الآن، وتبدو في أحسن أحوالها للمنافسة على اللقب مقارنة بالأندية الأوروبية التي يترنّح مستواها بين الحسن والمتوسط، خاصة بعد أن خسر بطل دوري أبطال أوروبا، باريس سان جيرمان، مباراته الثانية ضد بوتافوغو البرازيلي.
وكان دخول ريال مدريد ومانشستر سيتي وأتلتيكو مدريد المنافسة محتشماً مقارنة بالبايرن وإنتر وبوروسيا دورتموند، لكن كل شيء يبقى وارداً، بما في ذلك إمكانية تأهل الهلال السعودي إلى الدور ثمن النهائي أمام باتشوكا المكسيكي وسالزبورغ النمساوي، أما الترجي فإن مهمته تبدو صعبة لكنها غير مستحيلة، في غياب يوسف بلايلي المعاقب، وفي حضور جماهير تونسية عاشقة لفريقها بشكل جنوني، اقتنصت تنقلها بالآلاف إلى الولايات المتحدة لمساندة فريقها، الذي دخلت خزينته أكثر من 12 مليون دولار جوائز المشاركة والفوز بلقائه الأول، ويسعى لتحقيق المزيد بمواصلة التألق محلياً والعودة إلى الواجهة القارية في دوري أبطال أفريقيا من خلال تدعيم صفوفه بلاعبين متميزين.

Related News

