
يستعد نشطاء عرب وأجانب في تونس، اليوم الجمعة، لمناقشة مسارات ما بعد "قافلة الصمود"، مؤكدين أن المساعي لكسر الحصار عن غزة مستمرة براً وبحراً وجواً. وشارك ممثلون ونشطاء من تونس والجزائر وليبيا وموريتانيا، إلى جانب ناشطين من "أسطول الحرية" وقافلة "غلوبل مارش"، ووفود من عدة دول عربية وأجنبية، في مؤتمر صحافي عقد في مقرّ الاتحاد العام التونسي للشغل، حيث أكدوا السعي لتحديد الخطوات المقبلة لكسر الحصار عن غزة.
ووصل، مساء أمس الأربعاء، أعضاء "قافلة الصمود" إلى تونس العاصمة، بعد استكمال إطلاق سراح جميع المحتجزين في ليبيا. وقال المتحدث الرسمي باسم قافلة الصمود وعضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، وائل نوار، في تصريح لـ"العربي الجديد": "ستعقد جلسة مشتركة تضم فعاليات من مختلف البلدان الداعمة لفلسطين لمناقشة آليات كسر الحصار والخطوات القادمة. ولن تحدد هذه الخطوات إلا بعد تقييم تجربة قافلة الصمود، والنظر في السلبيات والإيجابيات، والبناء على ما تحقق".
وأضاف نوار أنّ هناك نية للنظر في العمليات المشتركة المقبلة، متوقعاً إعلان خطوات عملية خلال شهر، تشمل عمل القوافل القادمة وصيغتها وبرامجها، إلى جانب استمرار التظاهرات والاحتجاجات أمام السفارات الأجنبية دعماً لغزة. وأوضح أنّ "قافلة الصمود" التي انطلقت في 10 يونيو/حزيران الحالي، عادت إلى تونس، أمس الخميس، بعد قضاء 10 أيام في الرحلة، مشيراً إلى أن "حكومة شرق ليبيا رفضت مرور القافلة مستعملة القوة، بحجة الحاجة إلى تصاريح مصرية"، وهو ما اعتبره "خطأً لأن القافلة كانت في أرض ليبية، وكان هدفها الوصول إلى معبر السلوم ثم التفاوض مع الجانب المصري. رغم المحاولات، وصلت القافلة لطريق مسدود".
وأكد نوار أنّ المشاركين في القافلة "حققوا جزءاً كبيراً من الأهداف، منها بناء جسر تواصل نحو غزة وحث أحرار العالم على الضغط لكسر الحصار"، لكنه شدد على أنّ "الهدف الأساسي لم يتحقق، حيث ما زالت غزة تتعرّض للحصار، والأطفال يقتلون من الجوع والحصار، لذا تبقى المهمة مستمرة".
من جانبه، أوضح رئيس الوفد الجزائري المشارك في "قافلة الصمود"، وعضو البرلمان الجزائري، يوسف عجيزة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "مبادرة قافلة الصمود كانت تبدو في البداية غير ممكنة، لكن شاركنا بأربع حافلات من الجزائر. ولو كان الوقت أطول، لكان الحشد أكبر". وأشار إلى أنّ القافلة "نجحت في توحيد الشعب المغاربي بين الجزائر وتونس وليبيا".
وأكد عجيزة أن "نبض الشارع العربي مستعد لكسر الحصار على غزة، ورغم عدم الوصول إلى معبر رفح، إلا أن الرسائل وصلت، وأصبحت قافلة الصمود والهبة التي قامت بها شعوب المغرب العربي موضوع حديث العالم". وأشار إلى أنّ هذه "الهبة الشعبية ستُستثمر، وأن القوافل والجحافل الكبيرة ستتحرك مجدداً نحو غزة"، معتبراً أنّ "التحركات الجماهيرية الكبيرة ستنجح في الضغط على الحصار، وستجرف كل من يحاول التصدي لها". وشدد على أنّ المشاركين "سيواصلون السعي للوصول إلى رفح وفرض إدخال المساعدات للشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أنّ "وقوف القافلة عند حدود سرت لم يكن متوقعاً بسبب الضمانات المقدمة"، لكنه أكد استمرار العمل لتحريك المزيد من القوافل البرية والبحرية لكسر الحصار.
وقال ممثل التنسيقية الليبية لدعم الشعب الفلسطيني، ويدعى محمد في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "احتضان القافلة من قبل الشعب الليبي والشعوب العربية كان متوقعاً، ورغم أن القافلة لم تحقق هدفها في كسر الحصار، إلا أنها حققت أهدافاً أسمى، منها كسر حاجز الخوف والصمت والحدود الوهمية التي تفصل بين الشعوب العربية". وأكد أن "القافلة كانت مجرد شرارة أولى، وأن القادم سيكون أشد وطأة على الاحتلال الصهيوني"، مشيراً إلى أن "هناك مشاورات وجلسات تخطيط للمراحل القادمة، مع استعداد أكبر لتحقيق الهدف الأساسي، وهو كسر الحصار عن غزة ثم تحرير فلسطين".

Related News
