شهدت عشرات المدن المغربية، عقب صلاة الجمعة، وقفات للتنديد بحرب الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وبالحرب الإسرائيلية على إيران، فيما ينتظر أن تنظم وقفات مماثلة بعد صلاة المغرب، ووقفة مركزية أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط مساء دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية). وللأسبوع 81 على التوالي، شارك آلاف المغاربة عقب صلاة الجمعة، في وقفات أمام مساجد المملكة دعت إليها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية)، رددوا خلالها شعارات منددة بجرائم الإبادة الجماعية والتجويع التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين، وكذلك بالحرب الإسرائيلية على إيران.

وعبّر المشاركون في الوقفات التي عرفتها مدن عدة، منها أكادير والدار البيضاء واليوسفية وطنجة والمضيق وتطوان وجرسيف والقنيطرة ومراكش وفاس ومكناس وتارودانت وخريبكة وتمارة، عن شجبهم لـ"التواطؤ الدولي والخذلان العربي"، وكذلك رفضهم للتطبيع مع دولة الاحتلال، داعين إلى فتح المعابر أمام سكان غزة.

وقال الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، محمد الرياحي الإدريسي، لـ"العربي الجديد"، إن 60 مدينة مغربية أعلنت عن تنظيمها 85 فعالية اليوم الجمعة، تنديداً بـ"العدوان الصهيوني على الشعب الإيراني، وبالعربدة والعلو الصهيوني الذي طال عدداً من الدول العربية، ومنها لبنان وسورية واليمن والعراق، وهو ما بات يشكل تهديدا للمنطقة، ومحاولة يائسة لدفع المنطقة لحرب إقليمية سيكون لها أثر على العالم".

وأوضح الرياحي الإدريسي أن الوقفات تأتي "استنكاراً للمجازر المستمرة في قطاع غزة وما يرافقها من تجويع ممنهج وقتل متعمد لطالبي المساعدات الإنسانية، في مصائد موت أصبحت تستهدف السكان المحاصَرين والمضطهدين ظلماً وعدواناً، في تحدٍّ واضح ومفضوح لكل الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية"، مؤكداً أن الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة دعت إلى جمعة طوفان الأقصى رقم 81 "من أجل الاصطفاف إلى جانب الشعبين الفلسطيني والإيراني وباقي الدول العربية ضد العدوان الصهيوني – الأميركي الذي يحاول جر المنطقة لمزيد من الفوضى بهدف إنشاء شرق أوسط جديد وفق الرؤية الصهيونية التي يكون لها فيها اليد الطولى والهيمنة، متناسية أن أمتنا العربية والإسلامية قد تمرض ولكنها لن تموت، وأن مصير الصهاينة بالرغم من هذا العلو إلى زوال".

وقال المتحدث ذاته إن "فعاليات اليوم تؤكد أن الشعب المغربي بكل فئاته مع قضايا الأمة العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وما تعرفه غزة من تقتيل وتدمير وتجويع ممنهج، والضفة من استهدافات للفلسطينيين وللمقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، في ظل صمت عربي رسمي وهوان غير مسبوق".

واعتبر أن الفعاليات المنظمة اليوم هي مناسبة كذلك لـ"تجديد تأكيدنا أن الهبة الشعبية المغربية هي استفتاء شعبي على الرفض الشعبي المطلق لكل تنسيق أو تواصل أو تطبيع مع هذا الكيان المجرم قاتل الأطفال والنساء، خاصة في ظل هذا الوقت الحرج الذي يمارس فيه الكيان أبشع جرائمه". وتابع: "ما يقوم به الكيان من استهدافات طاولت العديد من الدول العربية والإسلامية، هو بداية لانكساره واندحاره، فبعد كل علو نصر من الله، لأن سنن التاريخ علمتنا أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وأنه مهما طال زمن الظلم والبغي فالنصر حتماً مع الصبر والإعداد والاستحقاق".

من جهة أخرى، ينتظر أن تنظم مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية) مسيرة شعبية وطنية بعد غد الأحد، ضد حرب الإبادة الجماعية والتجويع في غزة، بعد تعذرت مشاركتها في المسيرة العالمية إلى غزة. وقالت المجموعة، في بيان لها، إن المسيرة التي ترفع شعارات "ضد حرب الإبادة" و"من أجل كسر الحصار"، و"من أجل إسقاط التطبيع"، و"حتى وقف حرب الإبادة الجماعية"، تأتي في إطار مواصلة زخم الفعاليات الشعبية المغربية طيلة معركة طوفان الأقصى، لمواجهة حرب الإبادة الجماعية في غزة، ولمواجهة التطبيع.