
حظي ألبوم باد باني (Bad Bunny) الأخير، "كان يجب أن ألتقط مزيداً من الصور" (DeBÍ TiRAR MáS FOToS)، بإشادة نقدية وجماهيرية. نجح العمل في مزج الأصوات التقليدية للجزيرة البورتوريكية مع إيقاعات الموسيقى الأوروبية المعاصرة ببراعة، وتصدر قائمة بيلبورد 200 الأميركية الشهيرة لأربعة أسابيع. يدمج المشروع الموسيقي، الذي أُنجز باللغة الإسبانية، إيقاعات مثل السالسا والبلينا والبوليرو والديمبو والبيريو القديم مع البوب اللاتيني الحديث والموسيقى الأوروبية البديلة. يتجلى هذا التنوع في أغان مثل NUEVAYoL التي تبدأ بمقطع سالسا كلاسيكي قبل أن تنفجر بإيقاع الديمبو الدومينيكاني، وأغنية السالسا المؤثرة Unforgettable Dance التي تستحضر حنين الماضي بلمسة كلاسيكية.
يسمح الألبوم للطبول والأصوات الأفرو-بورتوريكية بالتعايش مع خطوط الباس العميق، ما يخلق نسيجاً موسيقياً غنياً يعكس هوية بورتوريكو المتعددة الأوجه. يتجاوز الألبوم كونه مجرد مجموعة أغان، ليصبح وثيقة ثقافية وسياسية تحتفي بالتراث الموسيقي للجزيرة، وتنتقد التحديات التي تواجهها في ظل محاولات طمس هويتها الأصلية.
أغنية NUEVAYoL هي افتتاحية ثورية للألبوم، تضع المستمع في قلب "الشتات البورتوريكي" في نيويورك، محتفية بالثقافة البورتوريكية وتاريخها في المدينة. تبدأ بمقطع من أغنية السالسا الكلاسيكية A Summer in New York لفرقة El Gran Combo، ثم تتحول إلى إيقاع الديمبو الدومينيكاني الصاخب ممزوجاً ببيتات الريغيتون، لتربط بين القديم والجديد، وبين بورتوريكو والمشهد النيويوركي.
في VOY A LLeVARTE PA PR، يدعو باد باني حبيبته إلى العودة إلى بورتوريكو لتجربة "البيريو" الأصيلة، مؤكداً تفوق وطنه في الموسيقى والترفيه، وليعكس الفخر بالثقافة البورتوريكية. تتجه الموسيقى مباشرة إلى الريغيتون مع تأثيرات التراب، مبنية على إيقاع ديمبو دومينيكاني سريع وطبول تراب ثقيلة، مع إضافة Guiro البورتوريكي لإضفاء طابع محلي.
يقدم باد باني في BAILE INOLVIDABLE أداءً عاطفياً مؤثراً، مستذكراً علاقة حب قديمة بكلمات مفعمة بالحنين والشجن. احتفت الموسيقى بجمال الذكرى وقوة الشفاء التي تحملها السالسا، وقد أشاد النقاد بهذه الأغنية كونها دليلاً على نضج باني الفني. اعتمدت الموسيقى على السالسا الكلاسيكية، وتميز اللحن بالآلات النحاسية والإيقاعات الراقصة وبيانو صولو مؤثر، ليعكس الجو الاحتفالي البورتوريكي.
تسخر كلمات PERFuMITO NUEVO من منافس لباني في حب فتاة، مهاجماً محاولاته المصطنعة لكسب ودها. انحازت الموسيقى إلى البوب اللاتيني، فهيمن إيقاع دومبوا الدومينيكاني على طبلة الكونغا، واستُخدمت الأصوات الإلكترونية لإبراز التناغم الصوتي بين باد باني وRaiNao.
تمثّل أغنية WELTiTA تحية رقيقة للطبيعة والتراث المحلي، مستلهمة من الفولكلور البورتوريكي، وترسم صورة حية ليوم هادئ على الشاطئ مع إشارة إلى الطبيعة المضطربة للجزيرة. المغنية Chuwi، ذات الصوت الخشن، تخلق توتراً جذاباً مع صوت باني الناعم. نحت الأغنية منحى عاطفياً، معتمدة على إيقاع الريغيتون الهادئ، وحُملت الكلمات المفعمة بالحنين على صوت Chuwi الإلكتروني.
تدور كلمات VeLDÁ حول مغازلة امرأة عبر "إنستغرام"، وتنتقد ثقافة الـHookup. ساد التراب اللاتيني مع إيقاعات ريغيتون قوية، مبرزة تنوع أساليب المغنيين الثلاثة: باد باني وعمر كورتز ودي فاي، إضافة إلى أيقونة الريغيتون ويسين.
تعبر كلمات EL CLúB عن شعور بالوحدة والشوق رغم وجود المغني في نادٍ ليلي مزدحم، متسائلاً عن حبيبته السابقة. تبرز الأغنية التناقض بين المشهد الخارجي والمشاعر الداخلية، وهي تيمة متكررة في أعمال باني. اشتبكت موسيقى الريغيتون مع إيقاع راقص وتأثيرات من الهاوس ونغم البلينا البورتوريكي، ليتماهى الإيقاع الصاخب مع الأجواء الاحتفالية، بينما صور توقف الإيقاع شعور الوحدة الداخلية.
تصور كلمات KETU TeCRÉ صراعاً في علاقة عاطفية، فيشعر باني بخيبة الأمل من تحول حبيبته. استُخدم الريغيتون بإيقاع حديث مع إيقاعات كاريبية تقليدية مثل ألبومبا والبلينا، وجاءت الإيقاعات متقطعة لتعزيز جو التوتر العاطفي، وسيطرت نبرة حزينة على اللحن الرئيسي باستخدام البيانو والباس الإلكتروني، مع الكونغا والباريل اللاتينيتين لإضافة طبقة إيقاعية تراثية.
تدور كلمات Pitorro de Coco حول أجواء عيد الميلاد ورأس السنة، المفعمة بالحنين والشوق لحبيبة سابقة، مع إشارة إلى مشروب كحولي تقليدي في بورتوريكو. اعتمد الأسلوب الموسيقي على الهيبارو (Jíbaro) الشعبية في بورتوريكو، التي تتميز بإيقاعاتها المبهجة، باستخدام آلات مثل الكواترو والبونغو والجيرو.
تستكشف TURiSTA العلاقات العابرة بتشبيهها بالسياحة، فيُختزل الإنسان في وجهة سياحية، مع إشارة إلى العلاقة الاستغلالية التي تحكم بورتوريكو والسياحة. اعتمدت الموسيقى على أسلوب البوليرو الكوبي الهادئ والعاطفي، مع إيقاعات تقليدية مثل الباتشاتا والكومبيا.
صنفت LO QUE LE PASÓ A HAWAII بين أكثر أغاني الألبوم وضوحاً في رسالتها السياسية، فقارنت بين التطور الحضري في بورتوريكو وتهجير السكان الأصليين وفقدان الهوية الثقافية، وهي تجربة مشابهة لهاواي. عبّرت الكلمات عن مقاومة شديدة ضد محاولات طمس الهوية والاستيلاء على الأرض، ولاقت إشادة نقدية لجرأتها. اعتمد الأسلوب الموسيقي على مزيج من السينث-بوب وعناصر من موسيقى الهيبارو، باستخدام آلتي الغويرو والجيتار، واستُخدم الصمت عنصراً إيقاعياً لإبراز عزف الكواترو.
تدور كلمات Eoo حول البيريو، رافضة التهميش الثقافي الذي يواجهه بورتوريكو، وملمحة إلى قمع السلطات هذا النوع الموسيقي في التسعينيات. تبدأ الأغنية بخط بيانو إلكتروني خفيف في إطار الريغيتون القديم، يليه دخول الإيقاع بقوة، مع تأثيرات من التراب والبوب الإلكتروني، وتتضمن جزءاً من أغنية Perreo Baby لهيكتور وتيتو للتذكير بجذور الريغيتون.
تعكس DtMF الثيمة الرئيسية للألبوم، وهي توثيق الذكريات بوصفها وسيلة مقاومة ضد النسيان، وتستعرض هجرة البورتوريكيين القسرية بسبب الأزمات الاقتصادية، مع دعوة إلى الاستمتاع بالحياة. حملت الأغنية عنوان الألبوم، ومالت موسيقاها إلى طابع تأملي وحميمي، معتمدة على السينث-بوب أو البالاد، وساد إيقاع البلينا البورتوريكي.
تبدأ LA MuDANZA بإلقاء باني الكلمات من دون إيقاع لسرد قصة لقاء والديه وزواجهما وولادته، ثم يدخل إيقاع السالسا فجأة ليرمز لولادته الفنية. تركز الكلمات على التشبث بالوطن والهوية رغم التحديات، مع تكرار عبارة "لن يطردني أحد من هنا... هذا وطني، حيث وُلد جدي". جمعت الموسيقى بين الأنماط البورتوريكية التقليدية والمعاصرة كالسالسا والدانزا مع التراب، وتوسطت إيقاعات التراب استخدام بارز للبيانو الكلاسيكي.
