
تشير تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن إيران أطلقت، اليوم الخميس، صاروخاً برأس حربي ينثر قنابل صغيرة طاولت عدة مناطق. ووفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية عن الجيش، منها موقع صحيفة هآرتس، استخدمت إيران في الرشقة الصاروخية على إسرائيل، صاروخاً يحمل رأساً حربياً متشظياً، يحتوي على ذخائر إضافية، وذلك استناداً إلى الأدلة التي تم جمعها من إحدى مناطق السقوط. ويدور الحديث عن صاروخ أرض-أرض، يتفكك رأسه الحربي على ارتفاع حوالي سبعة كيلومترات، وينشر قنابل أصغر ضمن دائرة قطرها حوالي 8 كيلومترات، فيما تحتوي كل قنبلة صغيرة على ما بين كيلوغرامين وسبعة كيلوغرامات من المتفجرات.
وتشير المعطيات الأولية التي جمعتها القوات من إحدى مناطق السقوط، وفق موقع واينت العبري، إلى أن الصواريخ هذه المرة كانت مختلفة وأكثر خطورة. ونقلت تقديرات الأجهزة الأمنية، بأن بعض الذخائر الإضافية التي احتوتها بعض الصواريخ، انفجرت عند الاصطدام.
وخلّفت صواريخ اليوم، التي طاول عدد منها عدة مناطق، في بئر السبع وحولون ورمات غان، أضراراً جسيمة. وسجّلت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إصابة لإحدى هذه القنابل التي تناثرت من الصاروخ، في منزل بمنطقة المجلس المحلي "إيزور" قرب تل أبيب، حيث اخترقت القنبلة السقف ودخلت غرفة النوم.
ورغم أن مدى تأثير هذا الصاروخ أوسع من ذلك، إلا أن كل إصابة بهذه القنابل تُسبب ضرراً موضعياً إضافياً، على غرار الأضرار التي تُسببها صواريخ حركة حماس قصيرة المدى. ومن بين الأخطار الكامنة في هذا النوع من الذخائر، هو احتمال بقاء قنابل لم تنفجر في بعض المناطق. وسيُطلق الجيش الإسرائيلي قريباً، حملة إعلامية تهدف إلى توعية الجمهور بالمخاطر.
في موازاة ذلك، أقر متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، بأن إيران لا تزال قادرة على إطلاق صواريخ، رغم القصف الذي طاولها من تل أبيب، في سياق تبادل القصف بين البلدين المستمر منذ الجمعة الفائت. وقال إيفي ديفرين، في مؤتمر صحافي نقلت "الأناضول" جانبا من تفاصيله: "هذا الصباح، أُطلقت عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة من إيران على إسرائيل، ومن بين المواقع التي قُصفت "مستشفى سوروكا" في منطقة بئر السبع جنوب البلاد".
وزعم المتحدث أن "النظام الإيراني يتعمد قصف مستشفى بهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا". وفي وقت سابق الخميس، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الهجوم الصاروخي على إسرائيل، استهدف مقر قيادة واستخبارات الجيش بجوار مستشفى سوروكا، ومعسكر استخبارات الجيش في حديقة غاف يام التكنولوجية، وليس مستشفى كما تدعي تل أبيب.
وأضاف: "نواصل ونعمل باستمرار على تدمير قدرات الإطلاق والقصف الإيرانية تجاه أراضينا من ناحية، وتعزيز دقة قدرات دفاعنا الجوي التي تعمل على رصد التهديدات المستمرة لإسرائيل من ناحية أخرى". وفي إشارة إلى سقوط صواريخ اليوم ومطالبته الإسرائيليين بالالتزامات بتعليمات الجبهة الداخلية التابعة للجيش، قال ديفرين: "شهدنا تكرر ذلك اليوم. أكرر، الدفاع ليس محكمًا، التزموا بالتعليمات".
وفي معرض وصفه للأضرار في الأراضي الإيرانية، قال ديفرين: "يمكننا الآن القول إننا ألحقنا أضرارًا بمئات من منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض في أنحاء البلاد، معظمها لم يعد صالحًا للاستخدام، فيما نواصل تعميق الضرر"، وفق ادعائه. واستدرك: "بعد أن ذكرتُ هذا، لا يزال النظام الإيراني قادرًا على إطلاق صواريخ كما أطلقها هذا الصباح". وأضاف: "هذه أيام معقدة، ونواصل العمل والهجوم على جميع الجبهات".
وأشار إلى أن إسرائيل ستواصل "تعميق الضرر الواقع على قلب النظام في إيران، ولدينا أهداف وغايات إضافية، ولن نتوقف حتى نحققها". وردا على سؤال عما إذا كان الجيش الإسرائيلي يعتزم اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، قال: "يعمل الجيش بتنسيق كامل مع المستوى السياسي، على تحقيق أهداف الحرب كما حددها المستوى السياسي، ولدينا خطة منظمة". واختتم بالقول: "النظام الإيراني، كما رأينا هذا الصباح، نظام إرهابي. ونعمل على إلحاق الضرر بالعديد من عناصره، (..) ولن أتحدث بالتفصيل عن خططنا المستقبلية هنا الآن"، وفق تعبيراته.
وصباح اليوم، أطلقت طهران الموجة الرابعة عشرة من الهجمات الصاروخية على إسرائيل، ردا على العدوان الذي تشنه تل أبيب على إيران منذ الجمعة الماضي. وبدأت إسرائيل فجر 13 يونيو/ حزيران الجاري، بدعم أميركي ضمني، هجوما واسعا على إيران بقصف مباني سكنية ومنشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين ومدنيين. ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وخلفت إلى جانب القتلى والجرحى أضرارا مادية كبيرة، وفق مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي.

Related News
