القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات... أمل إسرائيل باختراق "فوردو"
Arab
1 week ago
share

فيما ترى إسرائيل أن الشروط لم تنضج لوقف العدوان الذي تشنه على إيران منذ فجر الجمعة الماضي، واضعة على رأس الأولويات قصف منشأة فوردو، التي أنشئت على عمق 90 متراً داخل جبال منطقة تحمل الاسم نفسه في محافظة قم، والتي تعتبر الأكثر تحصيناً بين المنشآت النووية الإيرانية، قال مسؤول أميركي رفيع إن الرئيس دونالد ترامب يرى أن القنابل الخارقة للتحصينات الضخمة اللازمة لتدمير المنشأة والتي تمتلكها الولايات المتحدة ولا تمتلكها إسرائيل تُعدّ نقطة ضغط رئيسية لدفع إيران إلى إبرام اتفاق، واصفاً قرار القنابل الخارقة للتحصينات بأنه "نقطة تحول". وأضاف المسؤول الذي كان يتحدث لموقع أكسيوس الأميركي أنّ ترامب "يفكّر من منظور الصفقات والنفوذ. وهذا هو النفوذ".

وتؤكد صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلاً عن خبراء أن هناك سلاحاً واحداً فقط لهذه المهمة، يُطلق عليه اسم "Massive Ordnance Penetrator"، أو "GBU-57"، ويزن 30 ألف رطل، بحيث لا يمكن رفعه إلا بواسطة الطائرة الأميركية "B-2"، وهي قاذفة قنابل تسمى "الشبح". ولا تمتلك إسرائيل السلاح ولا القاذفة اللازمة لتحليقها فوق الهدف.

ونقل موقع "نيويورك بوست" عن بريت ماكغورك، الذي عمل في قضايا الشرق الأوسط مع أربعة رؤساء أميركيين متعاقبين، قوله: "لطالما كانت فوردو جوهر هذا الأمر. إذا انتهى هذا (العدوان الإسرائيلي على إيران) مع استمرار فوردو في التخصيب، فهذا ليس مكسباً استراتيجياً".

لمحة عن القنابل الخارقة للتحصينات

القنابل الخارقة للتحصينات أو للمخابئ هي ذخائر متخصصة مصممة لاختراق أعماق الأرض أو التحصينات الثقيلة قبل أن تنفجر. ويشكل استخدام اليورانيوم المنضب في بعضها مخاطر بيئية وصحية، بسبب نشاطه الإشعاعي. وتجمع القنابل النووية الخارقة للتحصينات، مثل "B61-11"، بين قدرات الاختراق والقوة التفجيرية النووية، ما يثير مخاوف بيئية ودبلوماسية وأخلاقية بسبب إمكاناتها التدميرية الهائلة والتداعيات التي تولدها، وفقا لموقع "HowStuffWorks" الأميركي.

وصممت هذه القنابل لأن هناك الآلاف من المنشآت العسكرية حول العالم التي تتحدى الهجمات التقليدية، مثل الكهوف في أفغانستان المحفورة في سفوح الجبال، والمخابئ الخرسانية الضخمة التي كانت مدفونة عميقا في رمال العراق. وتضم هذه المنشآت المحصنة مراكز قيادة ومستودعات ذخيرة ومختبرات أبحاث ذات أهمية استراتيجية أو حيوية لشن الحرب. ونظراً لوجودها تحت الأرض، فمن الصعب العثور عليها ويصعب للغاية ضربها.

وعلى هذا الأساس، طور الجيش الأميركي عدة أسلحة مختلفة لمهاجمة هذه الحصون الموجودة تحت الأرض، وعلى رأسها القنابل الخارقة للتحصينات، التي تستطيع اختراق عمق الأرض أو عشرات الأقدام من الخرسانة المسلحة قبل أن تنفجر. وقد مكنت هذه القنابل من الوصول إلى المنشآت وتدميرها، وكان من المستحيل مهاجمتها بطريقة أخرى.

البداية من حرب الخليج

وخلال حرب الخليج عام 1991، علمت قوات التحالف بوجود العديد من المخابئ العسكرية تحت الأرض في العراق والتي كانت معززة بشكل جيد ومدفونة على عمق كبير لدرجة أنها كانت بعيدة عن متناول الذخائر الموجودة. وبدأت القوات الجوية الأميركية عملية بحث وتطوير مكثفة لصنع قنبلة جديدة خارقة للتحصينات للوصول إلى هذه المخابئ وتدميرها. وفي غضون بضعة أسابيع فقط، تم صنع نموذج أولي.

يتكون غلاف هذه القنابل من قسم يبلغ طوله 16 قدماً (خمسة أمتار) تقريباً من ماسورة المدفعية ويبلغ قطرها 14.5 بوصة (37 سم). وتُصنع براميل المدفعية من الفولاذ القوي للغاية، بحيث يمكنها مقاومة الانفجارات المتكررة لقذائف المدفعية عند إطلاقها. ويوجد داخل هذا الغلاف الفولاذي ما يقرب من 650 رطلاً (295 كغم) من مادة المتفجرات التريتونية. والتريتونال عبارة عن خليط من مادة "TNT" (80%) ومسحوق الألومنيوم (20%)، ويصبح التريتونال بعد إضافة الألومنيوم أقوى بحوالي 18% من مادة "TNT" وحدها.

تعلق على الجزء الأمامي من البرميل مجموعة توجيه بالليزر، أو يقوم مراقب على الأرض أو في المفجر بإضاءة الهدف بالليزر، وتستقر القنبلة في البقعة المضيئة، ويؤخر الليزر انفجارها بحيث لا تندفع كتلة النيران إلا عندما تخترق القنبلة أقصى عمق ممكن. وتقوم مجموعة التوجيه بتسيير القنبلة بزعانف تشكل جزءًا من المجموعة. وتعلق في نهاية البرميل زعانف ثابتة توفر الاستقرار أثناء الطيران. وباتت الولايات المتحدة دولة رائدة في صناعة هذا النوع من القنابل، متفوقة على الآخرين، مثل روسيا والهند.

قنبلة "GBU-57".. شيفرة الوصول إلى منشأة فوردو 

مع أن ترامب لمّح أحياناً إلى قنبلة "GBU-57"، وأخبر مساعديه بأنه أمر بتطويرها، إلا أن هذا غير صحيح، بحسب ما تنقل "نيويورك تايمز". وبدأت الولايات المتحدة في تصميمها في عام 2004، أثناء ولاية جورج دبليو بوش، خصيصاً لهدم الجبال التي تحمي بعضاً من أعمق المنشآت النووية في إيران وكوريا الشمالية. ومع ذلك، فقد تم اختبارها خلال فترة ولاية ترامب الأولى، وأضيفت إلى الترسانة.

وضغط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الولايات المتحدة لجعل طائراتها الخارقة للتحصينات متاحة منذ ولاية بوش، ولكن دون جدوى حتى الآن. لكن الأشخاص الذين تحدثوا إلى ترامب في الأشهر الأخيرة يقولون إن الموضوع قد أثير مرارا وتكرارا في محادثاته مع نتنياهو. وعندما يُسأل ترامب عن ذلك، فإنه عادة ما يتجنب الإجابة المباشرة.

تضيف الصحيفة أنه على مدى العامين الماضيين، قام الجيش الأميركي بتحسين العملية، تحت رقابة وثيقة من البيت الأبيض. وأدت التدريبات إلى استنتاج مفاده أن قنبلة واحدة لن تحل المشكلة، وأن أي هجوم على منشأة فوردو يجب أن يأتي على شكل موجات، حيث تطلق طائرات B-2 قنبلة تلو الأخرى في الحفرة نفسها، ويجب أن ينفذ العملية طيار وطاقم أميركي.

وفي يونيو/حزيران الماضي، قالت صحيفة "تلغراف" البريطانية إن سلاح الجو الأميركي "يمتلك الدواء اللازم" لمواجهة المخابئ العميقة. وذكرت الصحيفة أن أحدث الإجراءات الأميركية في هذا الاتجاه كانت فوق صحراء موهافي في غرب الولايات المتحدة، حيث ظهرت قاذفة أميركية من طراز "بي- 1"، وكان ثمة شيء غير طبيعي تحت جسم القاذفة، قنبلة كبيرة خارقة للحصون من طراز يعتقد أنه "GBU-57"، القادرة على اختراق أكثر من 200 قدم من الخرسانة الصلبة.

هذه القنبلة وغيرها من القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات أقوى بعدة مرات من القنابل الأميركية الصنع التي يبلغ وزنها طناً واحداً، والتي قالت تقارير إن القوات الجوية الإسرائيلية استخدمتها للحفر تحت بيروت لاغتيال زعيم حزب الله السابق حسن نصر الله في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

ومع أن ترامب يُقدم ثم يُحجم، ويتوعد ثم يعود للحديث عن ضرورة وقف التصعيد بين إسرائيل وإيران، وأهمية عودة واشنطن وطهران لطاولة المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، يظل من غير الواضح ما إذا كانت لدى البيت الأبيض النية لتوفير قوته النارية وقنابله الخارقة للتحصينات لتوجيه ضربة مباشرة ضد إيران.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows