
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتضمن كتباً في القضية الفلسطينية، والسياسة، والأدب، والترجمات، وغيرها.
■■■
صدرت عن دار "كاتاراتا" الترجمة الإسبانية لكتاب "قضية فلسطين. أسئلة الحقيقة والعدالة"، للمفكر العربي عزمي بشارة. يعيد الكتاب تسليط الضوء على القضية الفلسطينية في أعقاب الحرب على غزة، التي أعادتها بقوة إلى الواجهة الإقليمية والدولية بعد سنوات من التهميش. ويحلّل بشارة، في هذا السياق، تداعيات محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرض ما سُمِّي بـ"صفقة القرن" عام 2020، معتبراً إياها سابقة خطيرة في شرعنة الأمر الواقع الذي فرضته سياسات الاحتلال وتهميش الفلسطينيين تماماً من مسار التسوية.
يحتوي كتاب "وصفة السعادة: قصص نسائية من الأدب الإسباني" الصادر عن دار "خطوط وظلال"، من إعداد وترجمة سعيد بنعبد الواحد وفاطمة لحسيني، على أربعة عشر نصاً لكاتبات يمثلن أجيالاً مختلفة من الأدب الإسباني الحديث. ورغم أن معظم النصوص صدرت بعد الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، وبعضها كُتب في فترة ما بعد دخول إسبانيا عهد الديمقراطية الحديثة، فإنها تمثل كل الحساسيات اللغوية والجهوية لإسبانيا المتعددة لغوياً وثقافياً؛ إذ فيها نصوص لكاتبات من مدريد، وكاتالونيا، والأندلس، وبلاد الباسك، وغاليسيا، وجهات أخرى.
ضِمن سلسلة "ترجمان"، صدرت عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات النسخة العربية من كتاب "التاريخ المفروض" للباحث الفرنسي هنري لورنس، بترجمة جان جبور. يقع الكتاب في 209 صفحات، ويتناول تأملات في أفول الحضارة الغربية وتحوّلات العلاقة بين الغرب والشرق، مستنداً إلى رموز فكرية وتاريخية مثل هارولد ماكميلان وميشيل فوكو، ويبرز الازدواجية الغربية في النظر إلى الشرق بوصفه مهداً أصيلاً للحضارة وموضوعاً للاستعمار في آنٍ واحد. ويركّز أيضاً على تعقيد العلاقة بين التاريخ والمعاناة، في قراءة لكتابة التاريخ تحت سطوة العنف.
بالتعاون مع "دار جامعة حمد بن خليفة للنشر"، صدر عن مركز حسن بن محمد للدراسات التاريخية المجلد الرابع من سلسلة "قطر ودول الخليج العربي في وثائق الأرشيف الهندي"، والذي يشتمل على مختارات من وثائق الأرشيف الوطني في دلهي، تغطي الفترة (1882-1887)، وهي مراسلات وتقارير كتبها الوكلاء البريطانيون والمقيمون السياسيون والبحارة وشيوخ القبائل، تتعلق بالوقائع والأحداث التي جرت في قطر ومحيطها الجغرافي، وتوثق الأحداث التاريخية في المنطقة. وتعدّ هذه الوثائق، التي تبلغ 300 وثيقة، مصدراً للباحثين والمهتمين في دول الخليج العربية.
صدرعن "دار صبري يوسف للنشر" في ستوكهولم كتاب نقدي بعنوان "تصوير الهامش وشعريّة الخطاب في السينما الإيرانية"، للكاتب والمخرج السينمائي حميد عقبي. يضيء الكتاب قدرة السينما الإيرانية على مقاومة الرقابة من خلال المجاز والرمز والشعرية، معتبراً أن هذه السينما تقدم نوعاً من المقاومة الرمزية الهادئة، لا بالصراخ، بل بإرباك المعنى. يعرض الكتاب تجارب مخرجين مثل عباس كيارستمي، وجعفر بناهي، وأصغر فرهادي، ومن أبرز الأفلام التي يعرضها: "البائع" و"ثلاثة وجوه" و"حافلة الليل"، وهي أعمال ناقشت قضايا المرأة والدين والهوية والحرية.
عن "منشورات جامعة ستانفورد"، صدر كتاب "الخبراء المنسيون.. المنجمون والعلم، والسلطة في الدولة العثمانية، 1450 - 1600"، للباحث التركي أ. تونتش سين. بالاعتماد على مخطوطاتٍ وسجلاتٍ أرشيفية مكتوبةٍ باللغات التركية العثمانية والفارسية والعربية، يؤرخ المؤلف لمنجّمي البلاط العثماني باعتبارهم ممارسين لعلمٍ مثير للجدل، وكيف استطاعت هذه الطبقة من العلماء بناء سلطتها العلمية رغم التحديات الثقافية والمجتمعية والمعرفية العديدة، وتكوين علاقات وثيقة مع رجال الحكم بفعل خبراتهم في الفلك والعلوم الرياضية والتنبوء بالمستقبل.
للباحث والمعمار السوري ناصر الرباط صدرت عن "دار العين للنشر" مجموعة قصصية بعنوان "رقصة التنورة". يقدّم الربَّاط تجربة إنسانية عابرة للمجتمعات، ويغوص في النَّفس البشرية مقدّماً للقارئ حكاياتٍ ذات أثرٍ أدبيّ عميق. يستلهم أسطورةَ غلغامش ويدمجها في سردٍ مُعاصرٍ لفكرة الخلود؛ لنرى معه آثارها التي لا تُمحى. كما يكشف عن التراث الإنساني المتمثّل بدوران التنُّورة في المَوَالِد والأسواق الشعبية المصرية. بين جَنَبات القاهرة ودمشق ومدن أميركية أخرى، يروي الرباط حكاياتٍ متداخلةٍ ممتدة عبرَ عصور تاريخية مختلفة.
"طنجة الدولية.. الاجتماع والمعمار والثقافة"، عنوان كتاب الباحث نبيل الطويهري الصادر عن "مكتبة دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع". يدرس الكتاب التحوّلات الكبرى التي عاشتها مدينة طنجة المغربية تحت الوصاية الدولية بين عاميْ 1912 و1956، حيث نشأت فيها أول الجرائد الورقية في البلاد، وكذلك الفرق الرياضية، وأقيمت المعارض التشكيلية، والمسارح ودور الترفيه من فنادق ومقاه مصنفة وبنوك ومراكز للبريد والاتصالات، كما تأثر المعمار بطرز البناء الأوروبية التي اندمجت مع الطابع المحلي، وهو ما أضفى حضوره في الثقافة والسلوك اليومي.
