سورية: هدوء في جرمانا بعد اشتباكات متقطعة بين قوات الأمن ومسلحين
Arab
1 week ago
share

أرسلت القوات الأمنية التابعة للحكومة السورية تعزيزات إلى منطقة جرمانا بريف دمشق، وأقامت حواجز في محيط المدينة، وطاردت المجموعات المسلحة هناك، ما أدى إلى سقوط قتيل إضافي من قوات الأمن وإصابة عدد من المسلحين، فيما تواردت أنباء، ونشرت مقاطع مصورة، عن وصول وفد عسكري من السويداء إلى جرمانا لتهدئة الوضع. وذكرت المصادر أن السلطات الأمنية طالبت وجهاء جرمانا بتسليم من قتل عناصر الأمن فوراً، وأمهلت المسلحين مهلة خمسة أيام لتسليم السلاح ورفع الحواجز على مداخل المدينة.

وكان مشايخ الدروز في جرمانا قد أصدروا بعد ساعات بياناً قالوا فيه إنه "تم رفع الغطاء عن جميع المسيئين والخارجين عن القانون"، مؤكدين ضرورة "تسليم كل من تثبت مسؤوليته عن هذا الحادث الأليم للجهة المختصة حتى ينال جزاءه العادل"، في إشارة إلى مقتل أحد عناصر الأمن السوري على يد مسلحين محليين مساء أمس الجمعة.

وجاء في البيان أيضاً ضرورة "العمل على إعادة تفعيل مركز ناحية جرمانا (مخفر الشرطة) بأسرع وقت وبكفاءات قادرة على إدارة الواقع بحكمة واقتدار وتهيئة كافة الظروف المناسبة لضمان حسن سير عملها". وقال البيان إن "جرمانا وعبر تاريخها لم تكن يوماً إلا جزءاً من غوطة دمشق، ولن يكون لها يوماً عمق آخر غير العمق الدمشقي والسوري، وأن الحرص الدائم على هذه العلاقة التاريخية المتجذرة في صون وحسن الجوار هو ثابت من الثوابت التي لا يمكن التنازل أو التخلي عنها". ودعا البيان إلى "محاسبة جميع الأفراد والجهات التي تسعى إلى بث الفتنة والتفرقة وتأجيج الخلافات أو الارتهان إلى أجندات معادية وعدم السماح لأي كان ببث الشقاق بين مكونات الوطن الواحد".

وشنت قوات الأمن السورية حملة أمنية في محيط المدينة بعد مقتل أحد عناصرها أمس الجمعة برصاص مسلحين، يتبعون ما يسمى لـ"لواء درع جرمانا" و"لواء الكرامة"، وذكرت مصادر محلية أن عناصر من الأمن العام انتشروا في المنطقة، بمؤازرة من قوات تابعة لوزارة الدفاع السورية، وشهدت المنطقة حشوداً كبيرة لقوات الأمن، مع إقامة حواجز تفتيش بحثاً عن المتورطين في الحادثة.

وقال مدير مديرية أمن ريف دمشق المقدم حسام الطحان إن قوات الأمن تواصل جهودها بالتعاون مع الوجهاء في مدينة جرمانا "لملاحقة جميع المتورطين في حادثة إطلاق النار"، وأوضح الطحان أنه في مساء أمس الجمعة، و"أثناء دخول عناصر تابعين لوزارة الدفاع السورية إلى مدينة جرمانا بهدف زيارة أقاربهم أوقفوا عند حاجز يتبع ما يُعرف بدرع جرمانا ومنعوا من الدخول بسلاحهم، وبعد تسليم أسلحتهم لعناصر الحاجز، تعرضوا للضرب والشتائم من عناصر الحاجز قبل تُستهدف استهداف سيارتهم بإطلاق نار مباشر".

وأضاف الطحان، كما ورد على موقع وزارة الداخلية السورية، أن إطلاق النار في جرمانا أسفر عن مقتل أحد العناصر على الفور، فيما أصيب آخر وجرى أسره من عناصر الحاجز، وأوضح أنه أعقب ذلك هجوم على قسم الشرطة في المدينة، إذ طُرِدَ عناصرُ القسم "وسط إطلاق الشتائم بحقهم وسلب أسلحتهم ورغم إنكار درع جرمانا في البداية احتجاز العنصر الأسير إلا أنه جرى تسليمه لاحقاً بعد التواصل مع الوجهاء".

وأكد أنه يجري الآن إعادة العناصر الشرطية إلى قسم الشرطة في المدينة، مضيفاً "لن نسمح لأي جهة كانت بالتعدي على وحدة سورية، مشكلتنا الوحيدة تقتصر على من ارتكبوا الهجوم والاعتداء، فيما ندعو أصحاب العقول إلى إدراك أن هذا الطريق يهدد أمن واستقرار ووحدة سورية".

وكانت مصادر محلية تحدثت عن مقتل عنصر من الأمن العام يدعى أحمد أديب الخطيب، وهو ينحدر من مدينة كفرنبل جنوبي إدلب، خلال إطلاق النار عليه في جرمانا. وتنتشر في منطقة جرمانا التابعة لمحافظة دمشق مجموعات محلية لها صلة بفصائل مسلحة في محافظة السويداء، وتستظل بالمرجعية الروحية الدرزية، وهو ما يجعل قوات الأمن حذرة في استخدام الشدة معها، كما يقول ناشطون.

وفي إطار هذه الحملات الأمنية التي تقوم بها وزارة الداخلية السورية، التي تقول إنها تستهدف المجموعات المرتبطة بالنظام السابق التي تسعى لنشر الفوضى الأمنية، شنّت قوات إدارة الأمن العام حملة أمنية في قرية كاف الجاع منطقة القدموس في ريف محافظة طرطوس على الساحل السوري، لملاحقة المطلوبين في قضية مقتل الشابَين حسين العبد الله وعمار المير علي، إذ تمكنت القوة من إلقاء القبض على أحد المتورطين وتحييد آخر، في حين لا تزال عمليات الملاحقة مستمرة للقبض على بقية المتهمين.

وقال مسؤول أمن منطقة القدموس، علي محمد حورية، إن القوة الأمنية تحركت بعد ورود معلومات حول العثور على جثتَي الشابين، وخلال تنفيذ المهمة، تعرضت القوة لهجوم من مجموعة مسلحة متورطة في الجريمة، تنتمي إلى فلول النظام المخلوع، وأشار حورية إلى أن الاشتباكات التي اندلعت خلال العملية أسفرت عن مقتل أحد عناصر الأمن العام، في حين تمكنت القوة الأمنية من تحييد (قتل) أحد المهاجمين والقبض على آخر، بينما لاذ بقية أفراد المجموعة بالفرار، وأكد أن عمليات الملاحقة مستمرة حتى القبض على جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة، مشدداً على التزام الأجهزة الأمنية بالتصدي لأي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتسود منطقة جرمانا حالة من التوتر الشديد بعد أنباء عن اشتباكات تجري في المدينة بين قوات الأمن السورية ومجموعات محلية مسلحة متهمة بالتورط في قتل أحد عناصر الأمن مساء أمس الجمعة. وجاء اندلاع الاشتباكات بعد بيان صدر ظهر اليوم عما يسمى الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في جرمانا، أعلنت فيه رفع الغطاء عن مطلقي النار نحو قوات الأمن، وأكدت الهيئة أنها سوف تتعاون في القبض على المطلوبين الذين سمتهم بـ"مجموعة غوغائية غير منضبطة". كما أكدت أنها ستتعاون في إعادة العمل بمركز الشرطة في جرمانا.

في سياق متصل، ألقى جهاز الأمن الداخلي القبض على مسؤول أحد الحواجز التي كانت تتبع للمخابرات العسكرية التابعة للنظام السابق، في حي كفرسوسة بدمشق، ويدعى جهاد طاهر، وهو مسؤول وفق ناشطين عن العديد من الانتهاكات والجرائم بحقّ المدنيين.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows