
يعود نادي الوداد الرياضي إلى واجهة الأحداث العالمية مجدداً عبر بوابة مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية 2025، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة ما بين 14 يونيو/ حزيران الجاري و13 يوليو/ تموز المقبل، بمشاركة 32 نادياً تمثّل مختلف القارات الخمس، وذلك بعد نسختين سابقتين خرج فيهما النادي الأحمر بـ"خُفي حُنين" بسبب قلة تجربته وافتقاره إلى أسماء لامعة تصنع الفارق.
وتترقب الجماهير المغربية والعربية حضوراً مشرفاً لنادي الوداد الرياضي بصرف النظر عن قوة المنافسين، وأيضاً استثمار حدث بارز بقيمة "الموندياليتو" من أجل تحقيق عدة مكاسب، تهم بالأساس الجوانب الرياضية والمالية والتسويقية.
الوداد وتعويض إخفاق نسختي 2017 و2022
يأمل نادي الوداد الرياضي الظهور بمستوى لائق يُزكي به صحوة الكرة المغربية قارياً وعالمياً، وأيضاً تعويض إخفاقه في نسختي 2017 في الإمارات العربية المتحدة بقيادة المدرب المغربي الحسين عموتة (55 عاماً)، و2022 في المغرب بقيادة المدرب التونسي مهدي النفطي (46 عاماً)، وكلتاهما لم يترك فيهما الفريق الأحمر بصمته رغم الإمكانات المالية والبشرية التي رصدها حينها الرئيس السابق للنادي سعيد الناصري (64 عاماً)، ورغم صعوبة المهمة التي تنتظر نادي الوداد الرياضي في النسخة المقبلة، فإن الطموح صار أقوى هذه المرة في ظل مشاركته ضمن مجموعة قوية تضم مانشستر سيتي الإنكليزي ويوفنتوس الإيطالي والعين الإماراتي، وعليه، سيكون الفريق المغربي أمام محك حقيقي لتقديم أداء مقنع يعيد الثقة إلى جماهيره التي عانت سوء النتائج خلال الموسم الكروي الماضي.
تسويق نجوم الوداد
سيكون نادي الوداد الرياضي أمام فرصة تاريخية لتسويق نجومه وتلميع صورته أكثر على المستوى العالمي، بغض النظر عن مدى قدرته على منافسة أندية عملاقة بقيمة مانشستر سيتي ويوفنتوس الإيطالي والعين الإماراتي. وتسعى إدارة الفريق الأحمر، برئاسة هشام أيت منا، إلى استثمار المشاركة في مونديال الأندية على نحو أفضل، وذلك بتسويق بعض نجومه الذين تألقوا في الدوري المغربي، على غرار المدافع جمال حركاس (29 عاماً) والهداف محمد الرايحي (30 عاماً) والحارس مهدي بنعبيد (27 عاماً) وحمزة هنوري (27 عاماً) وستيفاني عزيز كي (29 عاماً) وآخرين. ومن المرجح أن يكون لاعبو الوداد الرياضي كغيرهم محط أنظار ومتابعة من طرف عدد من الوكلاء والوسطاء، ما قد يفتح أمامهم أبواب الاحتراف بالأندية الأوروبية والعربية.
انتعاش الخزينة المالية
سيحصل نادي الوداد الرياضي على مكافأة مالية لا تقل عن 10 ملايين دولار لمجرد مشاركته في كأس العالم للأندية 2025، من دون احتساب الحوافز المالية المرتبطة بتحقيق الانتصارات أو التعادل، وأيضاً التأهل للأدوار المتقدمة في هذه البطولة العالمية، وهو ما قد ينعش الخزينة المالية للنادي الأحمر بشكل غير مسبوق. وبات من شبه المؤكد أن يستثمر نادي الوداد الرياضي هذه المكافأة المالية الضخمة لتجديد عقود بعض لاعبيه البارزين، أو إبرام تعاقدات جديدة تعزز من فرصه للمنافسة بقوة على الألقاب المحلية والقارية اعتباراً من الموسم الكروي الجديد، وأيضاً القيام بمشاريع رياضية تضمن عائدات مالية للنادي بانتظام.
تلميع صورة الكرة المغربية
يتطلع نادي الوداد الرياضي إلى ضرب عصفورين بحجر واحد عبر مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية للمرة الثالثة في تاريخه، إذ يراهن على الوقوف نداً لند أمام أقوى الأندية الأوروبية والعربية من جهة، وتلميع صورة الكرة المغربية في هذه البطولة العالمية من جهة ثانية، فهو يحمل آمال فئة واسعة من المتابعين الذين يطمحون لرؤية النادي الأحمر متوهجاً ومتألقاً في مونديال الأندية، سواء رياضياً أو تنظيمياً. ويبدو أنها فرصة قد لا تتكرر، وليست متاحة لأي نادٍ، وعليه ينبغي استغلال هذا الحدث لترويج صورة الوداد الرياضي على النحو الأمثل، إذ إن التألق لا يُقاس عادة بالنتائج فقط، بل بما يتركه من انطباع جيد عن صورة النادي وأرباح في موارده المالية.
