استجواب أميركي لمستشار بشار الأسد يكشف مصير الصحافي أوستن تايس
Arab
8 hours ago
share

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن مسؤولاً أمنياً مقرباً من رئيس النظام السوري السابق، بشار الأسد، أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن الصحافي الأميركي المفقود، أوستن تايس، قُتل عام 2013 بأمر مباشر من الأسد. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) استجوبت خلال إبريل/نيسان الماضي، في العاصمة اللبنانية بيروت، بسام الحسن، مستشار الأسد للشؤون الاستراتيجية وأحد أعضاء دائرته المقربة.

ووفقاً للمصادر، فقد أبلغ الحسن مكتب التحقيقات الفيدرالي، بحضور مسؤولين لبنانيين، أن الأسد أمره شخصياً بقتل تايس، رغم محاولته إقناع الأسد بالتراجع عن القرار، لكنه فشل، على حد قوله. وأضاف أن عملية القتل نُفذت عام 2013، بعدما تمكن تايس لفترة وجيزة من الهروب من زنزانته. وذكر الحسن أنه أوكل المهمة إلى أحد مرؤوسيه، وأنه كان قد اقترح على الأسد الاحتفاظ بتايس حياً لاستخدامه ورقةَ ضغط في المفاوضات مع الولايات المتحدة، نظراً للاهتمام الكبير الذي كانت تبديه الإدارة الأميركية حينها بقضيته.

لكن مصادر أخرى أعربت عن شكوكها في مزاعم الحسن، معتبرة أنه ربما كان يسعى للتنصل من مسؤوليته، رغم أن تأكيده أن الأسد أصدر الأمر يبدو ذا مصداقية، بحسب تعبير أحد المطلعين على التحقيق. وأشار التقرير إلى أن الحسن قدم إلى محققي الـFBI أوصافاً لموقع يُعتقد أن رفات أوستن تايس قد يكون فيه، داخل منطقة دمشق، رغم تغيّر تلك الأوصاف بين مرة وأخرى. ولا يزال المكتب يعمل على التحقق من المواقع التي ذكرها للبحث عن الرفات. وأكد مسؤول سوري سابق آخر للصحيفة أن الحسن كان فعلاً يحتجز تايس، وأن السلطات الأميركية تتحقق حالياً من صحة ما قدمه من معلومات.

وكان أوستن تايس، الصحافي المستقل، قد اختفى قرب دمشق في أغسطس/آب 2012، بعد أيام من عيد ميلاده الحادي والثلاثين. وبعد حوالى سبعة أسابيع من اختفائه، ظهر في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت وهو معصوب العينين ومقيّد اليدين، ويتلو إعلاناً دينياً تحت تهديد مجموعة مسلحة. إلا أن مسؤولين ومحللين أميركيين شككوا لاحقاً بصحة الفيديو، مرجحين أنه مفبرك. وبحسب التحقيقات، اعتُقل تايس في منطقة داريا بريف دمشق، ثم سُلّم لمجموعة شبه عسكرية موالية للأسد تُعرف باسم قوات الدفاع الوطني، حيث احتُجز هناك.

وعقب سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، عبّر الرئيس الأميركي حينها، جو بايدن، عن اعتقاده بأن تايس لا يزال على قيد الحياة. وقالت والدته، ديبرا تايس، إن "مصدراً مهماً" أبلغها أن ابنها يُعامل جيداً. لكن بعد إخلاء السجون السورية عقب انهيار النظام، لم يُعثر على أي أثر لتايس، ولا يزال مصيره مجهولاً حتى اليوم.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows