مو إبراهيم... ملياردير سوداني يحلم بأفريقيا من دون فساد
Arab
4 hours ago
share

أضحى رجل الأعمال البريطاني السوداني محمد إبراهيم الملقب بـ"مو إبراهيم" (Mo Ibrahim) بفضل الهاتف النقال أحد الأفارقة الأكثر ثراءً في العالم، لكنه لم يركن لتعظيم ثروته، بل أحدث جائزة لمكافأة أفضل القادة في القارة السمراء ومؤشراً يقيس إنجازاتهم في مجال الحوكمة.

أسس "مو إبراهيم" المهندس في الإلكترونيات في عام 1998 شركة الاتصالات سيلتيل (Celtel)، التي تطورت بشكل سريع في أفريقيا والشرق الأوسط، كي يبيعها في 2005 لشركة "إم تي سي" الكويتية، التي بذلت من أجلها 3.4 مليارات دولار، وهو مبلغ كان نصيبه الشخصي منه 1.4 مليار دولار.

تقدر فوربس ثروة "مو إبراهيم" الذي رأى النور في العاصمة السودانية الخرطوم عام 1946، وتلقّى تعليمه حتى الجامعة في مصر، بحوالي 1.3 مليار دولار. وعمد إلى تأسيس شركة "ستيا كابيتال"، التي تعتبر صندوقاً استثمارياً يركز على الجوانب المرتبطة بالأعمال والتربية والصحة.

لم يبتعد الملياردير البالغ من العمر 79 عاماً تماماً عن عالم الأعمال، غير أن ثروته دفعته إلى الانتقال للعمل الخيري، حيث أنشأ مؤسسة "مو إبراهيم" في عام 2006، التي أريد لها إحداث تغيير في القارة السمراء عبر توفير وسائل التقدم في مجالي الريادة والحوكمة.

فهو يعتبر أن خدمة الحوكمة تستحق بذل المال من أجلها، إذ يعتبر أن الحوكمة الرشيدة ضرورية لجميع البلدان، خاصة أفريقيا. هذا ما برر إحداث المؤسسة التي يتولى أمرها أفارقة بأموال أفريقية، بهدف تحسين الأمور في القارة السمراء.

وقد ارتأى إطلاق جائزة "مو إبراهيم" التي تمنح لمسؤول أفريقي تميز في مجال الممارسات الجيدة، كما بلور "مؤشر إبراهيم" الذي يقوم بتصنيف الدول تبعاً لمستوى الحوكمة فيها.

أضحى مؤشر "مو إبراهيم" مرجعاً لا يمكن الالتفاف عليه عند الحديث عن أحوال القارة السمراء. ذلك هو الهدف الذي سعى إليه الملياردير، حيث رام إتاحة بيانات تسمح بقياس مدى فعالية السياسات العمومية في القارة.

في التقرير السنوي الذي أصدرته مؤسسة "مو إبراهيم" بمناسبة انعقاد مؤتمرها السنوي في مدينة مراكش المغربية، في الفترة من الأول إلى الثالث من يونيو/حزيران الجاري، لاحظت أن القارة السمراء تتلقى 3% فقط من تدفقات تمويل المناخ، وهو ما يترجم بمبلغ زهيد يتراوح بين 1.6 و1.9 مليار دولار، مقارنة باحتياجاتها الفعلية.

ويؤكد التقرير الذي جاء تحت عنوان "الحقائق والأرقام لعام 2025: تمويل رؤية أفريقيا التي نريدها"، أن مديونية القارة قفزت من 349.4 مليار دولار إلى 690 مليار دولار بين 2014 و2023، مشيراً إلى أن نسبة الدين من الناتج الإجمالي المحلي أضحت الأعلى عالمياً.

وصلت المساعدات الإنمائية الرسمية الموجهة للقارة إلى 74 مليار دولار في 2023، بينما تسجل هروب رؤوس أموال سنوياً تقدر بنحو 90 مليار دولار. ويتصور أن المؤهلات البحرية يمكن أن تسهم بحوالي تريليون دولار سنوياً في أفريقيا، غير أنه يلاحظ أن 98% من السواحل الأفريقية غير مستغلة للموارد السمكية، كما أنها تحوي 65% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم.

خلف ابتسامته التي تتركز في عينيه، شخص لا يتردد في انتقاد الحكومات والمؤسسات الدولية والشركات متعددة الجنسيات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصفقات الغامضة التي تفضي إلى تفقير القارة. لم يتردد في مناسبات سابقة في انتقاد رؤساء الدول الأفريقية المسنين الذين يحتكرون السلطة على حساب الشباب. كما لم يتردد في انتقاد "شركاء الفساد في أفريقيا"، في إشارة إلى تورط مسؤولين غربيين في رعاية الفساد في القارة.

وصرح الملياردير الذي صنفته "تايم ماغازين" في 2008 بين الأشخاص المائة الأكثر نفوذاً في العالم: "لا نريد أن تحيل المجموعة الدولية إلى القضاء الزعماء الأفارقة الفاسدين، نريد أن نعرف إلى أين يذهب مال الفساد". تلقي الجائزة التي أحدثها الضوء على وضعية الحوكمة في القارة السمراء. فجائزة مؤسسة إبراهيم، التي تبلغ قيمتها خمسة ملايين دولار، مُنحت لرؤساء سبع دول أفريقية، بينما لم يجر منحها في بعض السنوات لعدم استحقاقها من قبل مسؤولين في القارة لعدم استجابتهم لمعايير ذلك التتويج.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows