
على خشبة مسرح السلام في القاهرة، تُعرض عند الثامنة من مساء اليوم السبت مسرحية "سجن النساء" للمخرج المصري يوسف مراد منير، والمقتبسة عن نص الكاتبة الراحلة فتحية العسال (1933 – 2014)، ومن إنتاج فرقة المسرح الحديث.
العمل يستند إلى تجربة عاشتها مؤلفته التي اعتُقلت أكثر من مرة، وقُدّمت في المسرح برؤى إخراجية مختلفة استفادت من تعدّد الخلفيات الاجتماعية والثقافية للسجينات وكذلك التهم الموجهة إليهن، وإن شكّلت النساء المنخرطات في العمل السياسي محور النص الأصلي.
في النسخة الحالية للعرض، يهتم منير بفئات مهمشة من النساء اللواتي يقضين سنوات خلف القضبان، لعدم قدرتهن على سداد ديون بمبالغ قليلة جداً، وأخريات بريئات من التهم الموجهة إليهن، ومن تعرضن للتحرش أو الاغتصاب، إلى جانب سجينات ارتكبن جرائم قتل وسرقة واتجار بالمخدرات وغيرها.
يعتمد العرض على تفاصيل عاشتها أربع عشرة امرأة
يعتمد العرض على تفاصيل عاشتها أربع عشرة امرأة، لتشكل أساس الصراع الدرامي حيث يمكن تقسيم الشخصيات إلى نماذج تمثل الخير وأخرى تمثل الشر، مع الالتفات إلى تدهور الأوضاع المعيشة وقصور الوعي وظلم المجتمع وغيرها من العوامل التي دفعت كل شخصية للقيام بأفعالها.
وتدور أحداث المسرحية في الوقت الحالي خلافاً لما سجلته فتحية العسال في كتابها، إذ تتعرف السجينات على التطور التكنولوجي، ويستخدمن وسائط التواصل الاجتماعي للتعبير عن مشكلاتهن وهمومهن الشخصية، في سعي لإثبات وجودهن في هذا العالم، دون إدراك ودراية بالجوانب السلبية لهذه التقنيات.
العمل الذي يتواصل عرضه في الأيام المقبلة، يقدّم بأسلوب غنائي استعراضي وحوارات ساخرة لتعميق المفارقة بين بطلات العمل، ويتضمّن مقطوعات موسيقية من تأليف محمد عزت، ويشارك في أدائه عدد من الممثلات، منهن: هايدي عبد الخالق، وهنادي عبد الخالق، وشريهان الشاذلي، وآية أبو زيد، ونشوى حسن، ورندا جمال، ودعاء الزيدي، وولاء الجندي.
ويذكر أن المسرحية التي كتبتها العسال وصدرت عام 1993 كانت تعكس الواقع السياسي والاجتماعي المصري في الثمانينيات، وتناقش قضايا المرأة من منظور نسوي بما فيه من موضوعات الحرية واضطهاد النساء والنضال السياسي، فالسجن ليس فقط المكان المغلق الذي تصارع فيه النساء القضبان، بل أيضاً القيود المجتمعية والصراعات الداخلية التي تواجهها.

Related News

