
مع اقتراب موسم الأعياد، تشهد الطرق المؤدية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي تزايدًا في حركة المسافرين، يقابله تصاعد في شكاوى المواطنين من ممارسات تعسفية عند نقاط التفتيش، لا سيما في نهم والجوف والبيضاء. حيث يتحدث الكثيرون عن نمط متكرر من الإذلال، والتوقيف دون مبرر، وفرض رسوم تحت مسميات "جمارك" على أمتعة شخصية، بل وحتى ملابس خاصة.
نقاط لا ترحم
تحولت نقاط التفتيش في نهم والجوف والبيضاء إلى مصدر قلق دائم للمسافرين، خاصة العائدين من الخارج. ويتحدث مواطنون عن إجراءات تعسفية لا علاقة لها بتأمين الطرق، بل ترمي – وفق وصفهم – إلى فرض سيطرة وإذلال ممنهج.
يقول عبدالله، وهو أحد المواطنين من محافظة إب: "كنا في طريقنا إلى مأرب، وأوقفونا في نهم ثلاث ساعات، وطلبوا 30 ألف ريال مقابل المرور، وإلا العودة أو انتظار المشرف".
الشكوى لا تقتصر على التوقيف، بل تمتد إلى استجوابات مطولة وغير مبررة حول وجهة السفر وأسبابه، مما يضيف عبئًا نفسيًا فوق الأعباء المادية.
انتهاك الخصوصية
من أكثر الشكاوى إثارة للغضب تلك المتعلقة بتفتيش حقائب النساء بطريقة مهينة. تقول أم حلمي، من صنعاء: "فتحوا حقيبتي أمام مسلحيهم، وأخرجوا الملابس الشخصية. طلبت أن تفتشني امرأة، فرفضوا ساخرين".
ويضيف أحمد من الجوف: "زوجتي بكت بعدما فتشوا كل أغراضها، بما فيها مواد النظافة الشخصية. المشرف قال لنا: (لو مش عاجبكم الطريق، لا تسافروا!)".
ابتزاز تحت مسمى "الجمارك"
الرسوم التي تُفرض على المسافرين تحت مسمى "جمارك" لا تستند إلى أي سند قانوني. يقول أكرم، مغترب من تعز: "كان معي شنطة فيها ملابس وأدوية لوالدتي، فطلبوا 15 ألف ريال. وعندما اعترضت، قالوا: (كل شيء له جمارك.. حتى ملابسك!)".
وفي نقاط قريبة من الجوف، يُجبر سائقو الشاحنات على دفع ما بين 20 إلى 50 ألف ريال دون إيصالات أو مبررات، ما يرفع كلفة النقل ويزيد العبء على المسافرين.
صمت أمام الانتهاكات
في ظل تكرار هذه الممارسات، تتصاعد دعوات من ناشطين ومواطنين لوضع حد لهذه الانتهاكات.
يقول الناشط الحقوقي عبدالله القباطي: "ما يجري عند نقاط الحوثيين يُعد انتهاكًا ممنهجًا لحقوق الإنسان، ويُستخدم أداةً للسيطرة والإخضاع".
ويطالب القباطي، إلى جانب ناشطين آخرين، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بإرسال فرق لرصد هذه الانتهاكات، والضغط لإنهاء ما يصفونه بـ"الجباية المقننة والإهانة اليومية".
معاناة بلا نهاية
رحلة السفر في مناطق سيطرة الحوثيين باتت أشبه بالكابوس. واقع يومي يعيشه اليمنيون في ظل ممارسات تفتقر للحد الأدنى من احترام الكرامة الإنسانية، وسط صمت دولي مريب، وتجاهل متكرر لما يجري على الأرض من انتهاكات تلامس كيان المواطن وحقوقه الأساسية.
Related News
