المفاوضات النووية: انطباعات إيجابية عن المحادثات الأولى في مسقط لكن الاجتماعات التالية قد تشهد صداماً بين المطالب القصوى الأميركية والخطوط الحمراء الإيرانية.
وصفت الولايات المتحدة وإيران محادثات وفديهما السبت الماضي في مسقط بأنها كانت بناءة.
وقال الرئيس دونالد ترامب إنها تمضي على نحو جيد، لكنه عاد يوم الاثنين إلى التهديد بضرب المنشأة النووية الإيرانية في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
في المقابل، اعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي أمس بدوره أن المحادثات سارت بشكل جيد في خطواتها الأولى. وقال نحن متشائمون جدا تجاه الطرف الأخر، لكننا متفائلون بقدراتنا، فالمفاوضات قد تسفر وقد لا تسفر عن نتائج.
وقبل الاجتماع الثاني للوفدين السبت المقبل، أشار كبير المفاوضين الأمريكيين ستيف ويتكوف إلى أن إيران يجب أن تعود إلى مستوى 3.67 في المائة لتخصيب اليورانيوم، وهي النسبة القصوى التي حددها اتفاق العام 2015 والمتداول حاليا أن نسبة التخصيب بلغت 60 في المئة. وقال إن اتفاقا جديدا سيتوقف إلى حد بعيد على التثبت من برنامج التخصيب وعلى التحقق من قدرات عسكرة البرنامج النووي، مؤكدا أن هذا يشمل الصواريخ.
ورد الناطق باسم الحرس الثوري الإيراني بأن الأمن والدفاع الوطني والقوة العسكرية هي من الخطوط الحمر لإيران ولا يمكن مناقشتها في أي ظروف.
وقبل ذلك، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية بأن نفوذ إيران الإقليمي وقدراتها الصاروخية كانا من بين خطوطها الحمر في المحادثات، لكن المعروف أن نفوذها الإقليمي تراجع بعد إخراجها من سوريا.
وتلقي حزب الله في لبنان وحركتي حماس والجهاد في غزة ضربات قاسية، فيما تنأى الميليشيات العراقية الموالية لإيران بنفسها عن أي مواجهة الآن.
أما ميليشيا الحوثيين فتبقى ناشطة في اليمن، وتتعرض منذ شهر لضربات أمريكية يوميا، لإرغامها على وقف هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر.
ويرى خبراء أن إيران تريد المساومة مع الأمريكيين على وقف دعمها للحوثيين.
أما بالنسبة إلى المفاوضات النووية، فترجح التوقعات بين القول إن إيران تحرص على إنجاحها للتخلص من العقوبات، خصوصا تلك التي تقيد صادراتها النفطية، وبين القول أن إيران قد تتسبب بفشلها إذا لم تتمكن من تلبية المطالب الأمريكية القصوى، أي أنها مدعوة في كل الأحوال إلى تقديم تنازلات لإبعاد شبح المواجهة العسكرية.