
في ظل سنوات من الألم والمعاناة، برز صوت أمهات المختطفين كواحد من أشجع الأصوات المدافعة عن حقوق الإنسان في اليمن. وعلى رأس هذا الصوت، تقف الأستاذة أمة السلام الحاج، رئيسة رابطة أمهات المختطفين، التي نالت مؤخرًا جائزة المرأة الدولية للشجاعة لعام 2025.
في هذا الحوار، تتحدث الحاج لـ"الصحوة نت" عن معاني هذا التكريم، وتستعرض أبرز التحديات التي واجهتها، كما تكشف آخر المستجدات حول قضية السياسي محمد قحطان، وتوجه نداءً مفتوحًا للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذا الملف الإنساني الذي طال أمده.
نص الحوار:
- بداية.. نبارك لكِ هذا التكريم الدولي. كيف استقبلتِ خبر فوزكِ بجائزة المرأة الدولية للشجاعة لعام 2025؟ وماذا يعني لكِ هذا الاعتراف؟
تلقيت الخبر بمشاعر مختلطة من الفرح والمسؤولية. هذا التكريم ليس لي فقط، بل هو لكل أمٍّ يمنية تناضل من أجل رؤية ابنها حرًا. هو اعتراف دولي بمعاناة المختطفين وبالجهود التي تبذلها رابطة أمهات المختطفين منذ سنوات.
- ما أبرز التحديات التي واجهتكِ خلال قيادتكِ لرابطة أمهات المختطفين؟
أبرز التحديات هي التهديدات المباشرة، ومحاولات التضييق على أنشطتنا، ورفض السلطات الفعلية الاستماع لنا. كما واجهنا صعوبة في إيصال صوت الأمهات إلى الخارج، لكننا واصلنا العمل حتى وصلنا إلى المحافل الدولية.
- برأيك، كيف يمكن للمجتمع الدولي ترجمة هذا التكريم إلى خطوات ملموسة؟
نأمل أن يكون هذا التكريم دافعًا للمجتمع الدولي للضغط على جماعة الحوثي للإفراج عن جميع المختطفين، ومساءلة المسؤولين عن هذه الجرائم، والعمل الجاد على إيقاف سياسة الإخفاء القسري.
- ما جديد قضية السياسي المختطف محمد قحطان؟ وهل تملكون أي معلومات عن وضعه الحالي أو مكان احتجازه؟
للأسف، لم نحصل على أي معلومات دقيقة عن مكان احتجازه أو حالته الصحية، وجماعة الحوثي ترفض الكشف عن مصيره، رغم كل المطالبات المحلية والدولية.
- كيف تصفين معاناة أسرته بعد مرور أكثر من عشر سنوات على اختفائه؟
هي معاناة تفوق الوصف، أن يُغيّب إنسان عن أهله لأكثر من ١٠ سنوات دون حتى مكالمة، هو أمر مروع. أسرته تعيش قلقًا دائمًا وحزنًا لا ينتهي.
- لماذا تُعدّ قضية محمد قحطان من أكثر القضايا تعقيدًا في ملف المختطفين؟
لأنها تتعلق بشخصية سياسية بارزة، ولكون جماعة الحوثي تتعامل مع قضيته كورقة تفاوضية، ترفض الإفصاح عنه رغم أنه مشمول بقرارات مجلس الأمن.
- هل هناك مؤشرات على إدراج قضيته ضمن المفاوضات القادمة؟
هناك وعود كثيرة، لكن لم نلمس خطوات جادة. نأمل أن يكون إدراجه أولوية في أي جولة قادمة.
- ما طبيعة الأوضاع التي يعيشها المختطفون داخل سجون جماعة الحوثي؟
الأوضاع مأساوية، يتعرضون للتعذيب، والحرمان من الغذاء والرعاية الصحية، وبعضهم وُضع في زنازين انفرادية لأشهر، وهناك العشرات ممن قضوا تحت التعذيب أو توفوا بعد خروجهم من السجن بسبب المضاعفات الناتجة عن آثار التعذيب.
- هل لديكم تقارير موثقة عن تلك الانتهاكات؟
نعم، الرابطة وثّقت الكثير، وبعض المختطفين توفوا تحت التعذيب أو بسبب الإهمال الصحي.
- هل تسمح المليشيا للأسر بزيارة أبنائهم في السجون؟
في حالات قليلة جدًا، وبشروط مذلة، وقد تكون فقط لوقت قصير جدًا، وتحت رقابة شديدة.
- كيف تعيش أسر المختطفين هذه المأساة المستمرة؟
معظم الأسر تعاني اقتصاديًا ونفسيًا. فقدان المعيل يعني انعدام الدخل،
والقلق على المصير يزيد من تدهور الوضع النفسي.
- هل تتعرض أسر المختطفين للمضايقات أو التهديدات؟
نعم، بعض الأمهات تلقين تهديدات بسبب نشاطهن في الرابطة أو مشاركتهن في الوقفات الاحتجاجية.
- كيف تقيمين دور المنظمات الدولية في هذه القضية؟
هناك دعم معنوي، وبعض المنظمات وثّقت تقارير مهمة، لكننا نطالب بخطوات عملية أقوى، وبآلية مراقبة وضغط حقيقي.
- لماذا ترفض المليشيا الإفراج عن المختطفين؟
لأنهم يستخدمون المختطفين كورقة تفاوضية، يساومون بهم، ولا يؤمنون بحقوق الإنسان.
- ما تقييمك لأداء المبعوث الأممي فيما يخص هذا الملف؟
المبعوث يبذل جهودًا مشكورة، لكنه لا يملك أدوات ضغط كافية. نأمل أن يضع ملف المختطفين أولوية قصوى.
- كلمة أخيرة تودين توجيهها؟
ملف المختطفين ليس مجرد أرقام أو أوراق تفاوض، هو ملف إنساني حيّ يعكس معاناة آلاف الأسر. ندعو الجميع، محليًا ودوليًا، إلى تحمّل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه هؤلاء المظلومين.