افتتاحية 26 سبتمبر

بوتيرة عالية وحتى تحت أزيز الرصاص وقعقعات المدافع ودوي انفجارات القذائف واهتزازات الأرض جراء القنابل الارتجاجية تعمل مليشيا الإرهاب الحوثية على تشظية الهوية اليمنية عبر ما تسميه مراكز صيفية تبرمج من خلالها العقل الجمعي للنشء والشباب على مفاهيم ومصطلحات جديدة مغايرة تماما للهوية الثقافية والعقيدية اليمنية بل وتعمل على نسفها من الأساس ليتحول بعدها المجتمع الى كيان هش تتفكك فيه الهوية الوطنية وتتجزأ الى هويات طائفية وقبلية بل وأسرية تسهل السيطرة عليها واستغلالها لصالح مذهب ما أو طائفة عرقية كطائفة الحوثي الخبيثة التي تتصادم ثقافيا واجتماعيا مع كل فئات المجتمع والتي ترى في تجانسها وانسجامها وتعايشها معيقا لتنفيذ مشروعها التفكيكي المهيئ لتنفيذ مشروع اسيادها التوسعي في اليمن والمنطقة التي تتغيا منذ حكم الآيات الشيطانية في إيران السيطرة عليها والتسيد على قرارها السياسي والاقتصادي بل والثقافي كهدف لا يمكن التراجع عنه إلا بزوال سلطة العمائم السوداء وأدواتها..

إن ادعاءات الحكم الإلهي والتفوق الطبقي والمظلومية التاريخية التي يتم حشو عقول النشء والشباب بها في المراكز الصيفية للمليشيا الارهابية ستنتج بالضرورة جيلا بلا هوية وطنية مسلوب الارادة مسير بريمونت القائد السلالي الطبقي الذي سيصبح بفعل هذا التدجين مقدسا لا يمكن القبول بالمساس به او عصيان امره، لأن ذلك يمثل في الآن مساسا بالذات الإلهية وعصيان لله تعالى وهو ما يهدد مستقبل البلاد والعباد- إن تم التعامل معه بلا مبالاة- إما بحروب طائفية مستدامة او استدامة الحكم اللاهوتي المدمر لبنية العقل والارادة الوطنية والطموح المشروع للشعب اليمني برمته..

إن مليشيا الحوثي الإرهابية بوعيها العدمي وسلوكها الدموي ليست سوى واجهة لتنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة الذي تعمل على إرساء مداميكه في اليمن والمنطقة إيران المجوسية ليسهل لها مستقبلا خلق سيطرة كاملة على كل مقدرات المنطقة وتغيير مفاهيم ومصطلحات ثقافتها واستلاب عقول شعوبها تمهيدا لتغيير عقيدتها وذلك من قلب الفوضى السائد ضجيجها في الأرجاء.

اليمنيون بكل مشاربهم السياسية والثقافية واقعون أمام خيار أوحد ووحيد وهو خيار خوض المعركة الثقافية مع مليشيا الحوثي الإرهابية، وهي المعركة الأخطر والأكثر شراسة لأن حسمها لصالح المشروع الجمهوري النهضوي التقدمي هدف يسعى اليمنيون لإنجازه منذ ثورة الـ٢٦ من سبتمبر التي أتت على الحكم الإمامي الكهنوتي المتخلف من قواعده..